تبادلت السلطات اليمنية وأحزاب المعارضة الاتهامات بتصعيد الأزمة الراهنة على خلفية المواجهات الدامية في صنعاء أول من أمس والتي خلفت خمسة قتلى على الأقل ومئات الجرحى من المحتجين برصاص الشرطة وقنابل الغاز، وعشرات الجرحى من قوات الأمن التي تعرضت للرشق بالحجارة، في وقت اكد الرئيس علي عبدالله صالح انه «صامد» في وجه التظاهرات المطالبة برحيله «ومتمسك بالشرعية الدستورية». وقال صالح في كلمة امام وفد نسائي في صنعاء «نؤكد اننا سنظل صامدين كالجبال ولن تهزنا الرياح ولن نقبل بالتآمر والانقلابات، وان التغيير لن يكون الا من خلال صناديق الاقتراع وفي اطار الشرعية الدستورية». واتهمت السلطة أحزاب المعارضة في تكتل «اللقاء المشترك» بدفع أنصارها إلى مواجهات مع قوات الأمن وتنظيم تظاهرات يومية بهدف إحداث انفلات أمني في البلاد بالإضافة إلى محاولة إفشال المبادرة الخليجية لإخراج اليمن من ازمته عبر الحوار والمفاوضات السلمية، فيما اتهمت المعارضة السلطات بارتكاب مجازر ضد المتظاهرين سلميا، والتخطيط لتفجير الأوضاع عسكرياً في صنعاء بعد فشلها خلال الشهرين الماضيين في إخماد أكبر انتفاضة شعبية تشهدها البلاد. في هذا الوقت، يلتزم طرفا الازمة تكتماً شديداً حول نتائج لقاءي وفدين منهما مع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي في الرياض وأبو ظبي، ولا سيما في ما يتعلق بالانباء عن «خريطة طريق» لانتقال السلطة سلمياً وفق جدول زمني مقترح من سفراء الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوروبي في اليمن. ميدانيا، قتل متظاهر في مدينة الحديدة برصاص مسلح على متن دراجة نارية فتح النار فجر امس على مجموعة من المعتصمين في ساحة النصر. واصيب ثمانية متظاهرين آخرين بجروح طفيفة. وقتل شرطي واصيب ثلاثة اخرون في اشتباك بين الشرطة والمتظاهرين في خور مكسر بمدينة عدن (جنوب). وقال شهود ان الحادث وقع لدى قيام وحدات من الجيش والأمن المركزي بفرض طوق محكم على حي السعادة فتصدى لها مسلحون. وشلت الحركة بشكل شبه تام امس في عدن التزاماً بالدعوة الى «عصيان مدني» وجهتها تنسيقية شباب «ثورة 16 فبراير» في المدينة وناشدتهم فيها عدم الذهاب الى اعمالهم او مدارسهم يومي السبت والاربعاء من كل اسبوع. إلى ذلك، فشل مجلس الأمن في التوافق على صيغة بيان حول الوضع اليمني خلال اجتماع عقده اول من امس، لكن غالبية الأعضاء عبرت عن «قلقها حيال أعمال العنف هناك». وكان لبنان اقترح صيغة بيان ايدتها المانيا، لكن اعتراض روسيا والصين حال دون اعتمادها. وتضمن نص البيان المقترح «دعوة الأطراف الى ممارسة ضبط النفس والدخول في حوار شامل، وتأييد أعضاء مجلس الأمن الدولي جهود وساطة مجلس التعاون الخليجي». وأكد ديبلوماسيون أن المجلس «سيعود مجدداً الى بحث الوضع في اليمن على مستوى الخبراء»، لكن لم يحدد موعد لذلك. وقال السفير الألماني في الأممالمتحدة بيتر ويتينغ بعد الجلسة «إن الاجتماع كان الأول من نوعه في المجلس حول الوضع في اليمن وهذا يعد تقدماً». وأضاف أن معظم أعضاء المجلس عبروا عن دعمهم صراحة لجهود وساطة مجلس التعاون الخليجي».