أعرب عدد من السياسيين والبرلمانيين البريطانيين عن مخاوفهم من تورط بريطانيا في النزاع في ليبيا ومواجهة «فيتنام جديدة» بعد قرار لندن إرسال مستشارين عسكريين لدعم الثوار الليبيين. وقال النائب الليبرالي الديموقراطي منزييس كامبل إن «إرسال مستشارين بهدف محدود يدخل بالطبع في إطار القرار 1973 لكن هذا يجب ألا يعتبر مرحلة أولى لانتشار عسكري لاحق». وأضاف أن «حرب فيتنام بدأت بإرسال مستشارين عسكريين. علينا التحرك بحذر كبير». وقال النائب العمالي ديفيد وينيك: «هناك خطر التورط» في ليبيا منتقداً «التصعيد في التورط البريطاني» في ليبيا. بدورها أعربت صحف بريطانية أمس عن المخاوف نفسها، خصوصاً مع «جمود العملية السياسية والعسكرية في ليبيا». وكتبت صحيفة «الغارديان» انه «علينا أن نذكر بأن القرار الدولي 1973 لا يجيز للدول تقديم الدعم للثوار والدفاع عن المجموعات المسلحة أو طرد القذافي». وزادت: «كما أنه لا يجيز غزو قوات للبلاد كما حصل في العراق... لكن في الواقع هذا ما يحصل تماماً. وعلينا ألا نخدع أنفسنا لأن هذه العملية أطلقت». وشبهت «الغارديان» زحف المهمة العسكرية وتوسعها ب «المرض الذي لا شفاء منه ودائماً يؤدي إلى كوارث». وضربت مثلاً بما حدث في فيتنام بعد أن أرسل الرئيس الأميركي جون كينيدي فريقاً من الخبراء العسكريين لمساعدة الفيتناميين الجنوبيين ثم تطور الأمر إلى كارثة وسقطت الولاياتالمتحدة في مستنقع فيتنام. وظهر الأمر مجدداً في تسعينات القرن الماضي وتدخلت الولاياتالمتحدة في الصومال وانتهى الأمر بكارثة. وترى الصحيفة أن بريطانيا الآن أصابها هذا المرض العضال بإعلانها إرسال فريق الخبراء إلى بنغازي لمساعدة المعارضة الليبية وعلى رغم أن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أكد أن بلاده لن تتورط في مهام قتالية على الأرض إلا أن ما يحدث الآن هو أمر مخالف. وتتوقع «الغارديان» أن يزداد عدد القوات القتالية على الأرض وبخاصة أن فرنسا ستنضم هي الأخرى إلى المهمة وسيتبع فريق الخبراء المزيد والمزيد من الجنود. وقالت صحيفة «تايمز» إن إرسال مستشارين «أثار على الفور مخاوف من تورط بريطانيا» في النزاع الليبي مشيرة إلى أن «شبح حرب فيتنام يهيمن على النقاشات حول أي نوع من التدخل في ليبيا». وعنونت صحيفة «ديلي ميل» على صفحتها الأولى «تحذير حول مخاطر فيتنام جديد»، مؤكدة تصريحات أدلى بها بعض النواب. وقالت الصحيفة إن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد «كامرون استبعد في نهاية الأسبوع الماضي أي احتلال أو غزو لليبيا لكنه اختار كلماته بعناية فائقة ليترك الباب مفتوحاً لانتشار عسكري على الأرض الذي سنشهده عن قريب».