على جذوع من الشجر المقطّعة، تتربع مجوهرات، فتبدو وكأنها تبث الحياة من جديد في هذه الأخشاب التي تستقطب الناظر إلى واجهات العرض. يشعر المتجول بين المجوهرات المعروضة، بالتميز الواضح لهذه المجموعة وكأنها تفصل نفسها عن غيرها من المجوهرات المحيطة بها والتي خطّ اسم مصممها أو مصممتها تحت كل منها. بانطباع مختلف يلتقط الخشب الأسود المغلّف بالذهب والأحجار الكريمة المتنوّعة ومواد أخرى مبتكرة العين، فيقف الناظر إليها بانتظار محاكاتها، هي مجوهرات صُنّفت تحت عنوانين أساسيين من مجموعات مصممة المجوهرات الشابة نور فارس Touche du Bois أو لمس الخشب و Happiness أو السعادة، تقدّم نور فارس مجموعة من التعويذات التقليدية مع اختلاف راقٍ، يحوّلها إلى زينة تليق بالسيدة التي تسعى إلى التميز. مجوهرات N.oor شابة كمصممتها، وكأنها تنادي المرأة من أجل أن تضيف لمسة على طلتها، لمسة مرصعة بألماس وأحجار كريمة، أو لمسة محصّنة من الحسد بواسطة عين بارزة أو مخفية، تظهر في كثير من القطع وكأنها تشكل مع N.oor الإمضاء الخاص بما تقدمه فارس. وبحلي تجمع بين أحجار كريمة وألماس ومتانة الأخشاب والعاج، تقدم فارس مجوهراتها التي يمكن إطلاق تسمية ready to wear (كالألبسة الجاهزة) عليها من دون أي تكلّف، إذ إن ما تقدمه فارس في حليها، يجمع بين الأناقة والعملية، بما يقدّم للمرأة خيارات مفتوحة من أجل وضع هذه القطع في أكثر من مناسبة، وحتى في يومياتها. تعتبر فارس نفسها محظوظة بزيارة الكثير من بلاد العالم، ما أضفى نظرة خاصة عندها لكثير من الأمور، نظرة مطعّمة بمزيج من حضارات الشعوب وخصوصيتها. ومن هاوية ومحبة للحلي، تحوّلت الشابة اللبنانية إلى مصممة مجوهرات، فمهرت باسمها أكثر من مجموعة طرحتها في الأسواق العربية والأوروبية، قاطعة شوطاً كبيراً في هذا المجال لتكرّس اسمها بين أشخاص مضى على وجودهم فيه سنوات. ومن شغفها بالهندسة المعمارية، تقدم فارس في مجوهراتها الكثير من التفاصيل والأشكال التي يقترب بعضها من أشكال هندسية معروفة، في حين تقتصر أخرى على أشكال غير مفهومة الخطوط، ما يضفي عليها لمسة غموض ساحر يتماشى مع الاختلاف والتميز التي تسعى إليه المرأة في شكل عام في انتقاء أشيائها. وتؤكد المصممة الشابة أنها لا تحب أن تحصر تصاميمها بالذهب أو بأي معدن ثمين أو حجر كريم معين، وإنما تحب أن تطلق لمخيلتها العنان بما يطوّعها ويطبق لها ما تسعى إليه، «ولذلك ألجأ إلى المزج بين المعادن أو الأحجار وحتى قطع الخشب والعاج». وتلفت إلى أن إلهامها متعدد الجنسيات، وإن كان الطابع الأكبر منه بحسب قولها يأتي من بلدها الأم لبنان ومن الشرق الأوسط بشكل عام. وعن رموز الحظ والسعادة تقول فارس: «أحب أن يكون لكل قطعة أقدمها معنى إلى جانب الجمال أو التميز الذي تتمتع به». لا تربط فارس نفسها بموسم معين أو بتوقيت معين من أجل إطلاق مجموعة جديدة، وإنما تربط ذلك بإلهامها وأفكارها وسرعة الإنتاج. N.oor اسم دخل إلى عالم المجوهرات عام 2009 وفي سنتين فقط استطاع أن يسطع في سماء هذا العالم الذي يتطلب الكثير من التميز، مرتكزة على توقيع خاص، يأفل فيه في بعض الأحيان بريق الذهب ووجه الأحجار الكريمة لمصلحة الإحساس بالعاج والخشب، من دون أن يقلّل ذلك من قيمته أو من رقي تصاميمه.