ربما تعود ذاكرتك إلى «نصف الفرنك» الذي كان يحتفظ به العميل المصري الشهير رأفت الهجان، ومن الممكن أن يذهب بك الخيال إلى «خريطة كنز» غير مكتملة كما في الروايات والأفلام، فور أن تصل إلى إدارة استقبال العاملات المنزليات المستقدمات في مطار الملك خالد الدولي، وترى أمام عينيك اللوحة «نصف الجدارية» أو جدارية «نصف اللوحة». في مطار العاصمة الرياض ليس مهماً أن ترى الصورة المعلقة على الجدار كاملة، فنصفها فقط يكفي لترى صورة المطار نفسه كاملة. صورة أريد أن يقال من خلالها بأنه لا فرق بين حائط صامت، وحائط علقت عليه لوحة، ففي المطار كلا الجدارين متشابهان. «الجدارية المبتورة» لا تعبر إلا عن «قلة احترام» في غالب الظن، الذي عادة ما ينبع من «جهل» بقيمة هذه القطعة، أو بقيمة «الفن التشكيلي» بمجمله، وهو ما أكده تشكيليون ومثقفون. ولا يتوقف الأمر على القيمة الفنية للوحة، فقيمة اللوحة وكلفتها الباهظة أيضاً «مهضومة»، فهذه اللوحة بحسب من أبدعها كلفت الكثير، فإدارة مطار الملك خالد دفع مئات الآلاف من الريالات لتنفيذ هذه اللوحات قبل 30 عاماً، وبعضها ساعدت في تنفيذها معامل إيطالية وفرنسية، فضلاً عن الجهد المبذول في صناعتها. ليبقى السؤال، من المسؤول عن «اللامبالاة» بما يعبر عن الثقافة السعودية في مكان يعتبر واجهة السعودية الأولى، فمطار العاصمة ليس إدارة حكومية في إحدى المحافظات، أو حراجاً يزايد فيه على الخردة، بل صورة واضحة عما يوجد خلف أبوابه.