ألقى المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا الكرة في ملعب وفدي النظام والمعارضة لتحقيق اختراق في الجولة الثامنة من المحادثات التي بدأت أمس، ودعا الطرفين إلى الجلوس وجهاً لوجه في مفاوضات مباشرة للمرة الأولى منذ بداية مسار جنيف. وجددت أميركا وبريطانيا دعمهما عملية الانتقال السياسي في سورية عبر مسار جنيف. وأعلنت الأممالمتحدة موافقة الحكومة السورية على مقترح روسي بهدنة في الغوطة الشرقية خلال اجتماعات جنيف. في موازاة ذلك، حذر مسؤولون أكراد واشنطن من مغبة وقف أو تجميد المساعدات العسكرية لهم، ملوحين بأن هذا «سيؤدي إلى تقويض القتال ضد داعش». وانطلقت محادثات جنيف أمس وسط شكوك كبيرة في قدرتها على تحقيق أي تقدم بسبب الفجوة الكبيرة في مواقف وفدي الحكومة والمعارضة وتأخر وصول الوفد السوري الرسمي، الذي من المتوقع أن ينضم اليوم إلى المحادثات بعدما رفض الحضور أمس احتجاجاً على إعلان المعارضة أن هدفها هو تنحي الرئيس السوري بشار الأسد. وقال رئيس وفد المعارضة نصر الحريري لدى وصوله إلى جنيف إنه يهدف إلى أن تكون الإطاحة بالأسد «نتيجة من نتائج المفاوضات». وقال المبعوث الأممي إن الحكومة ومفاوضي المعارضة ستتاح لهم فرصة إجراء محادثات مباشرة للمرة الأولى، لكن لم يتضح إن كانوا سيستغلون الفرصة. وأضاف دي ميستورا بعد اجتماع مع وفد المعارضة برئاسة الحريري: «سنعرض عليهم الأمر. سنرى إن كان ذلك سيحدث. لكننا سنعرضه». وفور دعوة دي ميستورا، عبرت «الهيئة العليا للمفاوضات»، التي تمثل المعارضة السورية، عن استعداداها لمفاوضات مباشرة مع دمشق. وقال يحيى العريضي رئيس الهيئة والناطق باسم وفد المعارضة إلى جنيف: «لم تعد لديها (الحكومة) الآن حجة أن المعارضة متشرذمة. نحن متحدون ومستعدون للتفاوض مباشرة مع الطرف الآخر». وإلى جانب دي ميستورا، التقى الحريري وفريقه أمس مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد ساترفيلد، ووزير شؤون الشرق الأوسط في الخارجية البريطانية إليستر بيرت، حيث أعربا عن دعمهما عملية انتقال سياسي في سورية تحت رعاية الأممالمتحدة وبموجب مسار جنيف، واصفين أي عملية خارج جنيف ب «غير شرعية». وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن وفد الحكومة سيصل إلى جنيف لحضور اليوم الثاني من محادثات السلام. وقالت الناطقة باسم الأممالمتحدة أليساندرا فيلوتشي في إفادة صحافية في جنيف، إن دي ميستورا تلقى تأكيدات بأن وفد الحكومة سيشارك في المحادثات. وأضافت من دون الخوض في تفاصيل في شأن من نقل الرسالة من دمشق «على الأقل نعلم أنهم قادمون». وأفادت (سانا) بأن وفد الحكومة السورية سيرأسه بشار الجعفري مندوب سورية لدى الأممالمتحدة وكبير المفاوضين. من جهة أخرى، أعلن المبعوث الأممي أن الحكومة السورية وافقت على اقتراح روسيا وقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية في ريف دمشق ليومين، موضحاً أن الجانب الروسي في جنيف أبلغه بذلك خلال اجتماع مغلق مع ممثلي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي. وأضاف دي ميستورا «نحتاج إلى أن نرى ما إذا كان هذا سيطبق»، لافتاً إلى أنه ليس من قبيل المصادفة أن يقدم هذا الاقتراح في بداية هذه الجولة من مفاوضات جنيف». وتحدث ناشطون وشهود عن تراجع في وتيرة القصف على الغوطة. فيما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن ثلاثة أشخاص قتلوا في قصف على الغوطة صباح أمس قبل بدء التهدئة. إلى ذلك، حذّرت القيادية الكردية البارزة إلهام أحمد واشنطن من مغبة وقف دعمها «قوات سورية الديموقراطية» نزولاً على ضغوط تركيا. وقالت أحمد في تصريحات أمس إن تجميد أو تقليص الدعم الأميركي ل «سورية الديموقراطية» سيؤدي إلى «تقويض القتال ضد «داعش». وأعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس عن تفاؤله بتحسن العلاقات مع واشنطن بعد وعود من نظيره الأميركي دونالد ترامب بوقف تسليح «سورية الديموقراطية». وقال أردوغان، في كلمة لنواب «حزب العدالة والتنمية» الحاكم في البرلمان إن «المكالمة الهاتفية التي أجريناها مع ترامب الجمعة كانت الأولى منذ فترة طويلة التي يكون فيها البلدان على الموجة ذاتها».