قال ستيفان دي ميستورا المبعوث الأممي إلى سورية إن المنظمة الدولية تأمل بإجراء «تفاوض جاد» بين الحكومة السورية ووفد موحد للمعارضة في تشرين الأول (أكتوبر) أو تشرين الثاني (نوفمبر)، معلناً إرجاء محادثات مع فصائل المعارضة كانت مقررة في جنيف الأسبوع المقبل. وقال دي ميستورا للصحافيين أمس «في ما يتعلق بالحكومة (السورية) نعوّل كثيراً على روسيا وعلى إيران وعلى أي طرف له نفوذ كبير وعلى الحكومة السورية كي تكون مستعدة عند دعوتها إلى جنيف لبدء تفاوض حقيقي ومباشر مع أي منبر للمعارضة يحضر (المفاوضات)». وقال دي ميستورا، إن تأجيل المحادثات جاء بقرار شخصي منه، موضحاً أنه لم يوجه الدعوة إلى الحكومة السورية للمشاركة في المشاورات الفنية، لأن دمشق ترفض خوض أي لقاءات فنية خارج المفاوضات الرسمية. وأشار إلى أنه قرر تأجيل المحادثات لأن أطياف المعارضة تمر حالياً بمرحلة صعبة في مناقشاتها الداخلية. وزاد: «لا داعي لإجبارهم إذا كانوا غير جاهزين حتى الآن». وتوقع المبعوث الأممي أن تشهد الأشهر المقبلة بداية «تحولات نوعية» في الأزمة السورية. وأوضح أن مفاوضات آستانة حول تثبيت الهدنة في سورية قد تجري في أوائل أيلول (سبتمبر)، إذ من المتوقع أن تستأنف بعدها المفاوضات السياسية في جنيف. ويأمل دي ميستورا بأن تجري الجولة الجديدة من مفاوضات جنيف في النصف الأول من أيلول، قبل انطلاق أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، لكنه رجح بداية «مفاوضات جوهرية» بين الحكومة السورية والمعارضة في تشرين الأول أو تشرين الثاني، موضحاً أن المعارضة السورية تخطط لعقد لقاء تنسيقي في الرياض في تشرين الأول، مشيرًا إلى وجود محادثات جادة بين الهيئة العليا للمفاوضات ومجموعتي القاهرةوموسكو. وأشار إلى أنه ستتاح فرصة مهمة للمعارضة من أجل إعادة تنظيم صفوفها، مشيراً إلى حاجتها لوقت من أجل الوصول إلى مقاربة شاملة. وكانت الهيئة دعت، الأسبوع الماضي، منصتي القاهر وموسكو للاجتماع في الرياض من أجل تشكيل وفد موحد للمعارضة السورية قبل بدء جنيف. وفي الوقت الذي أكدت منصة القاهرة مشاركتها، اعترضت منصة موسكو على المكان وطالبت بعقده في جنيف. كما أوضح المبعوث الأممي أن خطاباً من وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو في آب (أغسطس) مهد السبيل أمام نشر أفراد من الشرطة العسكرية الروسية على طريق مرور قافلة من الأممالمتحدة ومنظمة الصليب الأحمر وصلت دوما في الغوطة الشرقية قرب دمشق أمس وذلك للمرة الأولى منذ أيار(مايو). وشدد على أن اتفاقات خفض التوتر أدت للحد من العنف في بعض المناطق، وإن موسكو تعهدت بنشر شرطتها العسكرية لمراقبة مناطق التهدئة. وكان دي ميستورا أكّد، الشهر الماضي، أنه ينتظر تحقيق لحظة تاريخية في سورية لإعلان الحل من خلال التحضير والدفع والمساعدة. وأعرب عن أمله بتكوين صورة مختلفة في سورية قبل نهاية العام الحالي، عبر تحضير مؤتمر سلام في جنيف، بعد استئناف اجتماعات جنيف في آب الجاري، وأيلول وتشرين الثاني المقبلين. في موازاة ذلك، قالت الأممالمتحدة إن الأراضي التي لا تزال تحت سيطرة «داعش» في الرقة هي «أسوأ مكان» في سورية مع ورود تقارير بأن الغارات الجوية التي يشنها التحالف توقع مزيداً من القتلى المدنيين. وقال مسؤول الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في سورية ايان ايغلاند للصحافيين في جنيف أمس «اسوأ مكان في سورية اليوم هو الجزء الذي لا يزال يسيطر عليه ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة». وزاد ايغلاند ان المدنيين «محاصرون من قبل قوات سورية الديموقراطية، ويستخدمهم تنظيم الدولة الإسلامية دروعاً بشرية». وأشار إيغلاند إلى «الغارات الجوية المستمرة» التي يشنها التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة، وقال «لذلك نحن ندعو التحالف وقوات سورية الديموقراطية الذين يمكننا التعامل معهم، إلى السماح للناس بالفرار بالقدر المستطاع». وتابع ايغلاند ان موظفي الإغاثة يعتقدون أن «الوضع هو الأسوأ بالنسبة إلى النساء والأطفال والمدنيين الواقعين في مرمى النيران».