وجّه أعضاء في مجلس الشورى انتقادات لاذعة للخطوط الجوية العربية السعودية خلال جلسة المجلس أمس (الاثنين)، إذ أكد أحدهم خلال مناقشة التقرير السنوي الأخير لها أن «الخطوط السعودية» باتت أشبه بالرجل المريض، مطالباً بإعادة هيكلتها مرة أخرى، فيما رأى آخر أنها باتت تضرب التنمية والاقتصاد في مفصل مهم، داعياً إلى إنشاء ناقل وطني جديد في المملكة. وتساءل ثالث عن مصير ال5 بلايين ريال التي تصنفها «الخطوط» على أنها مصروفات أخرى ضمن تقريرها. واستغرب عضو مجلس الشورى عبدالله الحربي في مداخلته انخفاض مستوى نقل الركاب، وتابع: «نسبة الانضباط في الخطوط بلغت 85 في المئة في الرحلات وأسطول الخطوط السعودية غير قادر، ومدة الانتظار طويلة». وانتقد العضو الدكتور طلال بكري طريقة عمل موظفي «الخطوط السعودية»: «معاملة الموظفين في الخطوط السعودية من أسوء المعاملات في طيران العالم أجمع»، مشيراً إلى أني انتظر أكثر من 45 دقيقة حتى يرد موظف هاتف الحجز على رغم أن المدة المعلنة للرد لا تزيد على 10 دقائق. من جهته، اعتبر العضو الدكتور سعد مارق أن الخطوط الجوية العربية السعودية تضرب التنمية والاقتصاد في مفصل مهم، مطالباً بإنشاء ناقل وطني جديد في المملكة. ووصف عضو المجلس الدكتور عبدالله الدوسري التقرير السنوي ل«الخطوط» بالمتواضع جداً. وقال: «الخطوط السعودية أشبه بالرجل الهزيل والمريض»، داعياً إلى استدعاء رئيس الخطوط إلى المجلس ومناقشته من جميع الأعضاء، لا أن يكتفى بمناقشته من اللجنة المسؤولة فقط. وشدد على أهمية إعادة هيكلة الخطوط السعودية مرة أخرى. من جهته، أكد عضو المجلس الدكتور عبدالرحمن العناد ان الموقع الالكتروني للخطوط السعودية هو الأسوأ في العالم. وأضاف: «الموقع الالكتروني شيء مهم جداً، ولا يتطلب جدولة رحلات أو إعداد استراتيجية للموظفين وإنما يحتاج إلى عقول فاهمة لمعالجة الخلل في هذا الموقع». وواصل الأعضاء انتقاداتهم ل«الخطوط السعودية» بمداخلة العضو الدكتور خليل البراهيم الذي اعتبر أن «الخطوط السعودية» تعاني سوءاً في الإدارة، إذ إن إيرادات الركاب بلغت 16 بليون ريال والمصروفات التشغيلية بلغت 17 بليون ريال، مشيراً إلى أن رواتب الموظفين بلغت 6 بلايين ريال، فيما صنفت أكثر من 5 بلايين ريال على أنها «مصروفات أخرى» متسائلاً عن ماهية تلك المصروفات؟. وأضاف أن عدد موظفي «الخطوط السعودية» بلغ 15 ألف موظف، وهذا ما يدل على أن وجود إشكالية إدارية متفاقمة، مستغرباً وجود 29 نائباً لرئيس «الخطوط». وطالب عضو «الشورى» الدكتور يحيى الصمعان في مداخلته بمضاعفة الرحلات الداخلية ل«الخطوط السعودية» من أجل معالجة مشكلة الانتظار وعدم وجود حجوزات، مشيراً إلى أن أكبر مشكلة تواجه الخطوط السعودية هي تلبية الحجوزات. وأكد العضو الدكتور محمد النقادي أن الخطوط الجوية العربية السعودية تشكل عقبة كبيرة أمام التطور الوطني وازدهاره، لافتاً إلى ان هناك تطوراً في التخطيط الاستراتيجي في المجالات كافة، إلا أن «الخطوط» لا تملك سوى 98 طائرة فقط في وقتنا الحاضر، وهذا عدد قليل جداً، وتحدث عن وجود قرارات تعسفية في إدارة «الخطوط» يتحمل المواطن تلك القرارات الخاطئة. وكانت لجنة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات في مجلس الشورى اجتمعت مع المدير العام للخطوط الجوية العربية السعودية المهندس خالد الملحم وبعض المسؤولين في «الخطوط». وأوضحت اللجنة في بيان لها أن «الخطوط السعودية» لم تلتزم في عرضها للمنجز خلال عامي التقرير بما ورد في قرار مجلس الوزراء عند إعداد التقارير المقبلة، مشيرة إلى أنها لاحظت أن مشكلة توفير المقاعد للرحلات الداخلية لا تزال قائمة ولا يزال المسافر يعاني من عدم الحصول على مقعد في الرحلات الداخلية ولذا أفردت اللجنة توصيتها الأولى لمعالجة هذا الأمر. وأوصت اللجنة بتطوير الكفاءات الفنية والخدمية التي تعمل في مجال نقل المسافرين، إذ إن السفر بالطائرة أصبح خدمة تنافسية عالية منذ دخول المسافر أرض المطار وصعود الطائرة ووصوله إلى محطة السفر الأخرى. وتضمنت التوصية الثالثة تقديم الخطوط الجوية العربية السعودية تفاصيل خطتها العشرية مع تضمين ما تحقق منها في تقريرها السنوي. كما دعت إلى إعادة هيكلة الجهاز الإداري والقوى العاملة في «الخطوط السعودية» بما يتوافق مع جدوى برنامج التخصيص، نظراً إلى المتغيرات السريعة في بيئة الطيران ومتطلبات التحديث وبرنامج التخصيص.