عبرت أحزاب وقوى وطنية لبنانية وفصائل فلسطينية عن تضامنها مع سورية، في لقاء عقدته في فندق «كومودور»، في حضور السفير السوري لدى لبنان علي عبد الكريم علي ووزراء ونواب وفاعليات سياسية وديبلوماسية وحزبية. ووجه المجتمعون برقية إلى رئيس الجمهورية ميشال سليمان عبروا فيها عن قلقهم الشديد «من المعلومات والأخبار التي تتحدث عن ضلوع وتورط أطراف محلية لبنانية في الدعم والتحريض على الفتنة وأعمال الشغب والتخريب في سورية». وإذ استنكر المجتمعون في البرقية «انخراط وسائل إعلام محلية في الحملة التي تنظمها وتديرها جهات أجنبية لتضخيم الأحداث في سورية ومحاولة تصوير ما يجرى على انه ثورة شعبية ضد نظام الرئيس بشار الأسد»، رأوا في «تورط أطراف لبنانية، سياسية وإعلامية، في ما يحصل في سورية من تمويل لأعمال إرهاب وشغب وتحويل لبنان إلى ساحة للتحريض على الفتنة في الداخل السوري، وفبركة الأخبار والصور لا نقلها، إنما يشكل انتهاكاً صارخاً للأعراف والمواثيق والاتفاقيات التي تربط بين البلدين الشقيقين، لبنان وسورية، وانتهاكاً واضحاً للدستور اللبناني الذي يؤكد عدم جعل لبنان مصدر تهديد لأمن سورية، وسورية لأمن لبنان في أي حال من الأحوال، وبأن لبنان لا يسمح بأن يكون ممراً أو مستقراً لأي قوة أو دولة أو تنظيم يستهدف المساس بأمنه أو امن سورية». ونبهوا إلى «أن مخاطر مثل هذا التورط تهدد بتحويل لبنان ساحة صراع، وتنذر باستدراج البلاد إلى أتون الفتنة التي نسعى جميعاً إلى تجنب الوقوع فيها، وتشكل أيضاً خدمة كبيرة لأعداء لبنان وسورية، ولا سيما العدو الصهيوني الذي يسعى للنيل من العلاقات الأخوية التي تجمع لبنان بالشقيقة سورية». وأهابوا برئيس الجمهورية «وأنتم المؤتمنون على حماية الدستور وحسن تطبيقه ورعاية الاتفاقات اللبنانية - السورية، بأن تتحملوا مسؤولياتكم الوطنية بعامة والدستورية على وجه الخصوص، لوضع حد لمثل هذه الانتهاكات الخطيرة التي يقدم عليها بعضهم في لبنان - سياسياً وإعلامياً - تجاه سورية عن سوء نية وقصد ولأهداف مشبوهة، بما يسيء للعلاقات معها، وإجراء المقتضى القانوني والدستوري لهذه الناحية صوناً للعلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، والعمل على إعطاء توجيهاتكم إلى القضاء المختص للتحقيق مع الجهات السياسية اللبنانية المتورطة في تمويل وتسليح الجماعات الإرهابية في سورية والتي تحرض على الفتنة في الداخل السوري، وكذلك الإعلامية لسوء أمانتها في نقل الواقع والخبر، بما يؤمن صحة العلاقة بين البلدين الشقيقين ويحصن امنهما واستقرارهما الداخلي». كلمات تضامن وتناوب على الكلام عدد كبير من الشخصيات اللبنانية والفلسطينية، ووصف الوزير السابق كريم بقرادوني الرئيس بشار الأسد بأنه «في طليعة الإصلاحيين والمقاومين». ودعا إلى «منع أي فريق لبناني من التورط في أحداث سورية». واعلن النائب السابق لرئيس المجلس النيابي ايلي الفرزلي: «نحن مع الرئيس الأسد في السراء والضراء». وألقى النائب علي حسن خليل كلمة رئيس المجلس النيابي نبيه بري واعتبر أن «التضامن مع سورية تضامن مع النفس ومع المشروع الوطني اللبناني الذي حمته سورية طوال عقود». وشدد على ان «سورية كانت ولا تزال عمق مشروعنا الوطني ومقاومتنا واستمرارنا على هذا النهج». وقال: «نحن معك يا سيادة الرئيس لأننا اختبرناك يوم الصعاب فكنت خير نصير، اخترنا في لبنان قاعدة أن امننا من امن سورية كما أننا نؤمن بأن امن سورية من امن لبنان، ولهذا نرفض أي مس ليس فقط بهذا الأمن بل المراهنة عليه ربما من بعض راهن سابقاً على مشاريع سقطت». وألقى النائب نواف الموسوي كلمة كتلة «الوفاء للمقاومة» فأكد الوقوف إلى جانب «الشقيقة سورية والشعب السوري الأبي، مع سورية القيادة التي أبت في كل مراحل المواجهة أن تنثني أمام الضغوط، وأن تنقل من موقع من يدعم المقاومة إلى موقع من يتآمر على المقاومة». واعتبر أن سورية تعيش «مخاضاً مشروعاً بين نقلة شعبية للإصلاح وإرادة قيادية رئاسية لتحقيق الإصلاح، دخل على خطه من كان يتربص بالموقع السوري في كل مرحلة وكل زمان». وقال: «نحن واثقون بقدرة سورية، دولة وشعباً وقيادة، على تجاوز هذه المحنة». وأذ نبه المنسق العام ل «جبهة العمل الإسلامي» رئيس «حركة التوحيد الإسلامي» الشيخ هاشم منقاره الذين «أخطأوا في حساباتهم»، حذر إمام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود «الذين يدعون إلى التظاهر ضد سورية الجمعة المقبل في طرابلس من انهم يعتمدون في تحليلهم السياسي على أوهام لا يمكن أن يصدقها عاقل».