أعلن عضو كتلة «المستقبل» النيابية في لبنان جمال الجراح متابعة قضية اتهامه بالتدخل في الشأن السوري «من خلال المجلس النيابي والقضاء اللبنانيين حتى النهاية لأننا لن نسكت بعد الآن على هذه الافتراءات»، في وقت تراجعت زحمة الشاحنات عند نقطة العبودية - الدبوسية الحدودية الشمالية بين لبنان وسورية بفضل تسريع السلطات السورية اجراءات التدقيق في حمولة هذه الشاحنات. وكان الجراح ردّ على الاتهام الذي وُجّه اليه على لسان أحد الموقوفين عبر التلفزيون السوري الرسمي، بالتوجه الى رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي التقاه امس، ومن هناك انتقل الى «بيت الوسط» حيث التقاه رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري واطلع منه على نتائج لقائه بري. وقال الجراح انه ابلغ الرئيس الحريري «ان الرئيس بري حريص كل الحرص على سمعة النواب وكرامتهم وعلى تبيان الحقيقة، ووعد بمتابعة الموضوع مع السلطات السورية لجلاء هذا الأمر على حقيقته». وقال الجراح انه أكد للرئيس بري «أننا كفريق سياسي وأنا كنائب في المجلس النيابي يهمنا جداً ان نتابع هذا الموضوع حتى جلاء الحقيقة ووضع حد للافتراءات التي نتعرض لها من الجانب السوري، وكي يكون الشعب السوري الشقيق والشعب اللبناني على بيّنة كاملة من حقيقة هذا الأمر». واضاف: «في تيار المستقبل أوضحنا منذ البداية أننا غير معنيين بالوضع الداخلي السوري وليس لنا ان نتدخل في هذا الأمر وحريصون على الأمن والاستقرار في سورية. هذا هو موقفنا المعلن والحقيقي وليس لدينا موقفان، ونحن منسجمون دائماً مع أنفسنا وكما اننا لا نريد لأحد ان يتدخل في شأننا الداخلي، فإننا نرفض أن نتدخل في شؤون غيرنا، وسيتابع هذا الموضوع عبر المجلس النيابي وعبر القضاء اللبناني حتى النهاية لأننا لن نسكت بعد الآن على هذه الافتراءات». وجدّد الجراح القول في تصريح الى اذاعة «صوت لبنان» ان ما بثه التلفزيون السوري «عمل مخابراتي سخيف ومبرمج ولا يعتمد على أي شيء واقعي أو حقيقي»، مشيراً إلى «وجود أهداف سياسية وراء هذا الشريط». وسأل: «هل أجهزة الأمن السورية تمرر الأسلحة لسورية بالرشوة كما تمّ الإعتراف به خلال الشريط؟»، ولفت إلى أن «من المعيب أن تتحدث دولة عن أجهزتها الأمنية بأنها يمكن أن تمرر سلاحاً بالرشوة». ودعا الجراح سورية إلى «إرسال ملف قضائي إلى القضاء اللبناني إذا كان لديهم شريط غير الشريط المفبرك الذي تم بثه»، نافياً أي «علاقة له بتحريك الثورة ضد النظام السوري». وقال: «إذا لم يرسلوا الملف سنجبرهم على إرساله». وعما نشره موقع «ويكليكس» عن أن الرئيس الحريري طلب عزل سورية، قال الجراح: «يجب الاتفاق على كيفية الاعتماد على ما ينشر في ويكيليكس، فاذا كانت الوثائق مصدراً موثوقاً فليتم اعتمادها في كل الأمور»، سائلاً: «من أعطى الحق للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بتبرئة أو إدانة أي شخص تم بث اعترافاته على موقع ويكيليكس؟». مواقف من الازمة وفي المواقف من الازمة المستجدة بين سورية و»المستقبل»، وصف عضو كتلة «المستقبل» النائب سمير الجسر الاتهامات السورية الى «تيار المستقبل» بأنها «محزنة ويجب ان تكون طويت من خلال زيارات الرئيس سعد الحريري الى سورية في الماضي». وأكد في حديث اذاعي «حرص التيار على عدم خدش ما بني من علاقات مع سورية، ومواقفه السياسية واضحة تماماً في تثبيت العلاقة الجيدة»، ونفى أن تكون هذه العلاقة عادت الى نقطة الصفر. واعتبر عضو كتلة «الكتائب اللبنانية» النيابية إيلي ماروني أن «سلّة الاتهامات السورية دائماً جاهزة، والتهمة الموجّهة الى النائب الجراح مفبركة»، وقال: «كلنا معنيون بالوقوف الى جانب الزميل الجراح»، مطالباً اياه «بإقامة دعوى افتراء بحقه». وطالب ماروني عبر «المؤسسة اللبنانية للارسال» تعليقاً على كلام السفير السوري لدى لبنان علي عبدالكريم علي، بأن «تسلّم سورية المتّهم بقتل (شقيقه) نصري ماروني وسليم عاصي قبل الحديث عن القضاء والعدالة». وعن طلب رئيس الجمهورية ميشال سليمان من رئيس المجلس الأعلى اللبناني السوري نصري خوري متابعة موضوع الاتهامات السورية لأشخاص لبنانيين، رأى ماروني انه «كان من الافضل لو استدعى رئيس الجمهورية سفير لبنان لدى سورية والسفير السوري لدى لبنان». وعن عدم تدخل وزير الخارجية اللبناني في هذا الموضوع، قال ماروني: «الذي عيّن وزير الخارجية يأسف لهذا التعيين لأننا رأينا ما حصل في ساحل العاج». واعتبر عضو كتلة «القوات اللبنانية» النيابية أنطوان زهرا أن «تيار المستقبل أو النائب الجراح، اذا كانا قادرين على التسبب في ما يحصل في سورية، فكل الدعاية عن التماسك والنظام القوي والإلتفاف حوله مجرد كذبة كبيرة، لكن الواقع أن ما رأيناه على شاشات التلفزة من اتهام للجراح غير منطقي وغير مبرر، وتمثيلية مكشوفة بشكل معيب ومحاولة لإعادة الساحة اللبنانية متنفساً لمشاكل جيراننا، ولا مانع لدينا في ان نرى كيف جرت المخالفات وخصوصاً في عملية خرق الحدود اللبنانية - السورية منذ عام 1958 حتى اليوم». ولفت الى ان «إعادة زعزعة الإستقرار في لبنان والتركيز على تيار المستقبل والنفي الحاسم لقيام الرئيس السوري بشار الأسد بزيارة للسعودية، إعلان إصطفاف نهائي في المحور الإيراني»، مشدداً على «رفض الربط الكامل والإستسلام الكامل في لبنان لسورية، وعلى رفض القول إن لا شيء إيجابياً يحصل في لبنان إلا بإرادة سورية». وأكد عضو المكتب السياسي في «تيار المستقبل» مصطفى علوش أن الاتهامات السورية للجراح «مفبركة ومبنية على ما تلقّنه المخابرات لمن يتكلم، ووليدة الأوهام والأباطيل، وتيار المستقبل مستعد لمواجهة القضاء بشرط تقديم الحجج والبراهين ضمن الأطر الصحيحة من قبل وزارة العدل السورية الى وزارة العدل اللبنانية». في المقابل، اعلن اعلام «حزب الله» امس، انه «تضامناً مع الشقيقة سورية في مواجهة المخطط الأميركي الصهيوني الغربي للنيل من دورها الوطني والقومي المقاوم، ينظم لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية وتحالف القوى الفلسطينية لقاء تضامنياً مع سورية الأسد في الحادية عشرة قبل ظهر غد الاثنين في فندق كومودور في رأس بيروت».