نظم «مهرجان أيام تونسالجديدة» في جامعة أوكام في مونتريال، معقل الطلاب المغاربة، حفلة غنائية لمغني الثورة التونسية بيرم كيلاني المعروف بشخصية «بندر مان» الأسطورية. حضرتها جموع غفيرة من أبناء الجاليات التونسية والعربية. ينتمي كيلاني ( 26 سنة) إلى أسرة نقابية. هو فنان صاعد، مؤلف وملحن ومغن باللغتين العربية والفرنسية وعازف على آلة الغيتار. شارك في الثورة التي أطاحت الرئيس زين العابدين بن علي، وطاردته سلطات النظام وضيقت عليه الخناق ومنعته من الغناء وصادرت أسطواناته من الأسواق وتعرض إلى الاعتقال والتعذيب مرات. ما زال رصيده الغنائي في طور التصاعد، خصوصاً أنه يعاني مشكلة إنتاج لأعماله، ولا تلقى الأعمال الملتزمة إقبالاً من هذه الشركات، سجل حتى اليوم 14 أغنية على نفقته الخاصة، تتوزع بين اللغة الفصحى والعامية التونسية، وهي بمجملها «سمفونيات ثورية» كانت تتردد على ألسنة الشباب في تظاهراتهم الاحتجاجية، وتُسمع على المواقع الاجتماعية الإلكترونية مثل «فايسبوك» و «ماي سبيس» و «تويتر» حيث وصل عدد زواره في فترة قياسية قصيرة إلى اكثر من 280 ألف زائر. على مدى ساعتين أنشد كيلاني بعض ما يختزن من أغنيات كان قد كتبها ولحنها من وحي ربيع تونس وشعاراته الاجتماعية والسياسية والمطلبية. ففي «ويلكام» و «بكتيريا» و «99 في المية» و «البطل المنافق» و «لن نستسلم» و «كل زعيم بطل» وغيرها من الأغنيات، كان بندرمان سيد المسرح وصوت الثورة والناطق بلسان الشباب التونسي والعربي الذي يعاني التهميش الاجتماعي والبطالة والفقر والحرمان. وفي كل وصلة غنائية كان بندرمان يتألق بأسلوبه الغنائي المتميز من خلال نبرة صوته وانفعالاته وأحاسيسه وإيقاعات غيتاره التعبيرية الحماسية، أو في مضامينه السياسية المثقلة بالنقد اللاذع والسخرية الشديدة والتهكم والتنديد بالحكام المستبدين وأنظمتهم الديموقراطية التي تكرر فوزهم في كل انتخابات رئاسية أو برلمانية بنسبة 99 في المئة! وعلى هامش المهرجان كانت لكيلاني لقاءات مع وسائل إعلامية كندية، فأكد لجريدة «لودوفوار» أن «ثورة تونس هي حركة سياسية شبابية وشعبية تقدمية تلتزم قضايا الوطن وتعبر عن طموح الشباب وسائر الفئات الاجتماعية المهمشة». في حين وصفه «راديو كندا الدولي» ب «ظاهرة فنية استثنائية يسخر أغنياته لغايات سياسية وإنسانية تقض مضاجع الحكام والسلاطين». وظهرت في تونس بعد إسقاط نظام الرئيس زين العابدين بن علي، موجة من الأغاني الوطنية الجديدة، تُمجد الثورة وشبابها، مبتعدة كل البعد عن مدح النظام والرئيس كما كان يحصل سابقاً في الأغاني الوطني. أما التحول الأبرز في الأغنية التونسية، محاكاتها ما بعد الثورة مشكلات الفساد والسرقة والتهميش الاجتماعي وقسوة النظام والرشوة والبطالة.