أكدت أرامكو السعودية أنها ليست في حاجة إلى رفع طاقتها الإنتاجية فوق المستوى الحالي البالغ 12 مليون برميل من النفط يومياً، مبينة أن لديها طاقة كبيرة غير مستغلة تستوعب المشاريع التي تعتزم إنشاءها، مشيرة إلى أن بعض التوسعات، التي تتم في حقول معينة، هي للمحافظة على الطاقة الإنتاجية الحالية. وقال رئيس أرامكو السعودية، كبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين الناصر، إنه سيكون هناك المزيد من مشاريع البتروكيماويات بعد أن اتفقت الشركة على المشاركة في مشروع لتحويل النفط الخام إلى كيماويات بكلفة 75 بليون ريال (20 بليون دولار). ووقعت أرامكو والشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) مذكرة تفاهم أول من أمس، لإقامة مجمع لإنتاج البتروكيماويات في المملكة، ومن المتوقع أن يبدأ تشغيله في 2025. وتعكف «أرامكو»، أكبر شركة نفط في العالم، على تطوير قطاع المصب، بينما تستعد الحكومة لبيع خمسة في المئة من أسهمها العام المقبل في طرح عام أولي. وقال الناصر، في مقابلة بعد التوقيع: «إنها نقطة بداية، وستكون هناك مشاريع أخرى في المستقبل مع تطوير تقنياتنا لتحويل كميات أكبر من الخام إلى كيماويات». وتابع: «ننظر إلى الكيماويات بوصفها سوقاًَ جذابة جداً للتنويع». وسيعالج المشروع نحو 400 ألف برميل يومياً من النفط العربي الخفيف لإنتاج نحو 9 ملايين طن من الكيماويات والزيوت الأساسية كل عام، إضافة إلى 200 ألف برميل في اليوم من وقود الديزل للاستهلاك المحلي. وذكر الناصر أن «أرامكو» ستبدأ قريباً في استخدام تقنيات قد تؤدي إلى تحويل ما بين 70 و80 في المئة من الخام المخصص للمشروع إلى كيماويات مع اتجاه الطلب على البتروكيماويات للنمو بوتيرة أسرع من الخام. وقال الناصر: «في الوقت الحالي يستخدم خامنا في الأساس، أو في معظمه، في قطاع النقل، يليه الطيران، والشحن، وقطاعات أخرى». وأضاف: «الطلب في قطاع البتروكيماويات يعادل مثلي نظيره في قطاع النقل، لذا من المهم جداً لنا، من ناحية الاستراتيجية، أن ندرس قطاعات أخرى، ونعظم قيمة مواردنا، مثلاً بتحويل الخام إلى كيماويات مباشرة». ورداً على سؤال عما إذا كان التوسع في البتروكيماويات، واستخدام كميات أكبر من النفط يتطلب من «أرامكو» أن ترفع طاقتها الإنتاجية فوق المستوى الحالي البالغ 12 مليون برميل يومياً، أجاب الناصر: «لا نرى حاجة إلى تجاوز هذا المستوى لأن لدينا طاقة كبيرة غير مستغلة تستوعب هذا المشروع وغيره». وقال: «إن خطط التوسع في الإنتاج في عدد قليل من الحقول، منها المرجان، والظلوف، والبري، تهدف للحفاظ على الطاقة الإنتاجية». وأضاف أن الشركة تدرس استثمارات في قطاع الغاز في الخارج، ولكنه لم يتطرق إلى التفاصيل، مكتفياً بالقول إن هناك مناقشات تجري حالياً مع شركاء مختلفين في العالم. وقال الناصر، أول من أمس، بعد توقيع «أرامكو» و«سابك» مذكرة تفاهم لإقامة أكبر مجمع لتحويل النفط الخام إلى كيماويات في العالم «يمثّل المشروع، تحقيقاً للمصالح التجارية والاستراتيجية لكلٍ من أرامكو السعودية و(سابك)، ويعزز جهود أرامكو للاستثمار الأمثل للثروة النفطية وعدم حصرها في قطاع النقل، إذ إن لاستخدام النفط في القطاع الكيماوي فرصاً تجارية كثيرة وواعدة». مضيفاً: «تتطلع الشركة بشكل مبدئي لإقامة المشروع في ينبع على البحر الأحمر، وهي مركز صناعي بالفعل». مؤكداً أن المشروع يشكل حقبة جديدة في الصناعة النفطية والبتروكيماوية السعودية، مبيناً أن «أرمكو» تعتبر أن التحويل المباشر للنفط الخام إلى كيماويات من الركائز الأساسية، التي تعول عليها في هذا التوجه الاستراتيجي، الذي يزيد من الجاذبية المستقبلية لصناعة النفط في العالم.