أعرب المعارض السوري المقيم في دمشق لؤي حسين في تصريحات لوكالة «فرانس برس»، عن خشيته من أن تؤدي الانتخابات الرئاسية التي يتوقع أن تبقي الرئيس بشار الأسد في موقعه، إلى تعميق الانقسام في البلاد وزيادة «عنجهية» النظام. وقال حسين: «أخشى أن تساهم الانتخابات، في ما ألحظه من هذا النظام (...)، أن يقسم (النظام) البلاد إلى عرقين، عرق سوري هو المشارك بالانتخابات وعرق إرهابي الذي لم يشارك»، في إشارة إلى العبارة التي يستخدمها النظام في وصف معارضيه. ورأى أن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى «زيادة عنجهية النظام»، الذي اعتبر أنه «استباح مال وحرية ودم وروح» السوريين. ويرأس حسين «تيار بناء الدولة» وهو جزء من معارضة الداخل المقبولة من النظام. ودعا التيار الأحد، السوريين إلى مقاطعة الانتخابات المقرر أن تجرى في الثالث من حزيران (يونيو)، ويتوقع أن تبقي الرئيس الأسد لولاية ثالثة من سبع سنوات. وانتقدت المعارضة والغرب هذه الانتخابات، معتبرة أنها «مهزلة» في خضم نزاع أودى بأكثر من 162 ألف شخص. وقال حسين: «على الدولة تأمين الوصول الآمن للناخب إلى صندوق الاقتراع وليس أن تجعلها مسؤولية الناخب»، معتبراً أنه «لا يحق لانتخابات أن تحدث بمن حضر، هذا غير مقبول». وكان رئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام دعا الأحد «كل سوري شريف» إلى الإدلاء بصوته في الانتخابات، معتبراً من يتخلف عن ذلك «مستقيلاً» من دوره الوطني. وأدى النزاع إلى لجوء نحو ثلاثة ملايين شخص إلى خارج البلاد. وأعلنت دمشق أن الانتخابات ستقام في سفاراتها في 28 أيار (مايو) إلا أنه لن يحق لمن غادر البلاد «بطريقة غير شرعية»، الإدلاء بصوته حيث يقيم. وانتقد حسين هذا المنع قائلاً «من حق السوري، سواء خرج من البلاد بطريقة شرعية أم غير شرعية، طالما أنه يحمل الهوية السورية، الانتخاب ولو على سطح القمر». وكان التيار قال إن دعوته إلى المقاطعة تأتي «تضامناً مع أكثر من نصف السوريين الذين لا تمكنهم المشاركة في هذه الانتخابات». وعن الحملة، قال حسين (54 عاماً) الذي اعتقل لوقت قصير إثر اندلاع الاحتجاجات المناهضة للنظام منتصف آذار (مارس) 2011: «نحاول أن نخاطب الضمير السوري الممكّن الآن من الانتخاب، أن شريكه في البلاد غير ممكّن من التصويت وبالتالي عليه أن يتضامن مع شريكه». وأضاف: «سنبقى نخاطب السوريين بأن الانتخابات ما لم تكن حرة ونزيهة هي إذاً ليست شرعية»، معتبراً أنه «لا يوجد حريات في البلاد، حيث انه لا يزال أي مواطن يُعتقل من دون أي سبب، فما بالك إذا قال انه لا يريد (انتخاب) بشار الأسد؟ فإذن الحرية غير مصونة بهذه الانتخابات». وأطلق التيار صفحة لحملته على مواقع التواصل الاجتماعي، كتب فيها: «شارك لو كانت الانتخابات معبرة عن إرادة كل السوريين، قاطع لأن أكثر من نصف السوريين لا يستطيعون المشاركة». وأوضح حسين أن اللجوء إلى وسائل التواصل الاجتماعي مرده إلى أن «الأدوات قليلة لدينا، لأن وسائل الإعلام السورية ليست متاحة لنا، ولا نجرؤ على إطلاق الحملة بالشارع لأن هذا الخروج يعرضنا لخطر الاعتقال أو الضرب والانتهاك». وعلى رغم أنها ستكون نظرياً أول «انتخابات رئاسية تعددية» في سورية، إلا أن قانونها أغلق الباب عملياً على ترشح أي من المعارضين في الخارج، إذ اشترط أن يكون المرشح أقام في سورية بشكل متواصل خلال الأعوام العشرة الماضية.