تقدم الرئيس السوري بشار الأسد امس بترشحه الى الانتخابات الرئاسية المقررة في الثالث من حزيران (يونيو) المقبل، في خطوة غير مفاجئة تتجاهل تحذيرات الأممالمتحدة والدول الغربية من «مهزلة» اجراء هذه الانتخابات، في وقت اعلن مسؤول سوري منع الذين غادروا البلاد بطريقة غير شرعية من الاقتراع، ما يعني حرمان ملايين اللاجئين من ذلك. ووصل الأسد (47 سنة) الى السلطة في العام 2000، بعد وفاة والده الرئيس حافظ الأسد. وأعيد انتخابه باستفتاء لولاية ثانية في العام 2007. ويشكل رحيل الأسد عن سدة الحكم في البلاد التي تشهد نزاعاً دامياً منذ ثلاثة اعوام بدأ باحتجاجات مناهضة للنظام، مطلباً اساسياً للمعارضة والدول الغربية الداعمة لها. وأعلن رئيس مجلس الشعب (البرلمان) محمد جهاد اللحام انه تبلغ «من المحكمة الدستورية العليا (...) طلباً من السيد بشار بن حافظ الأسد تولُّد دمشق 1965، بتاريخ 28 نيسان (أبريل) 2014 اعلن فيه ترشيح نفسه لمنصب رئيس الجمهورية العربية السورية»، خلال جلسة بثها التلفزيون الرسمي. وأضاف ان «المواطن الدكتور بشار حافظ الأسد»، بعث برسالة الى المجلس يقول فيها «انني ارغب بترشيح نفسي الى منصب رئيس الجمهورية العربية السورية»، طالباً من اعضاء المجلس تأييد ترشيحه. ووفق قانون الانتخابات، على الراغبين في الترشح تقديم طلب الى المحكمة الدستورية العليا، والحصول على موافقة خطية من 35 عضواً في مجلس الشعب، كشرط لقبول الترشيح رسمياً. ويتألف المجلس من 250 عضواً تنتمي غالبيتهم الى حزب «البعث» بزعامة الأسد. وبترشيح الأسد، يرتفع الى سبعة بينهم امرأة، عدد المتقدمين بطلبات ترشيح الى الانتخابات الرئاسية. ومن المقرر ان يقفل باب الترشح الى الانتخابات في الأول من ايار (مايو) المقبل. ورغم ان الانتخابات ستكون اول «انتخابات رئاسية تعددية»، الا ان قانونها يغلق الباب عملياً على ترشح اي من المعارضين المقيمين في الخارج، اذ يشترط ان يكون المرشح قد اقام في سوريا بشكل متواصل خلال الأعوام العشرة الماضية. وكانت المعارضة السورية ودول غربية داعمة لها والأممالمتحدة، حذرت خلال الأسابيع الماضية النظام السوري من اجراء الانتخابات، معتبرة انها ستكون «مهزلة» وذات تداعيات سلبية على التوصل الى حل سياسي للنزاع المستمر منذ منتصف آذار (مارس) 2011. وتعقيباً على اعلان ترشح الأسد، قال الناشط محمد نصر من جنوبدمشق لوكالة فرانس برس عبر الإنترنت ان «مهزلة الانتخابات هي جزء بسيط جداً من الظلم الذي يتعرض له الشعب السوري، وسط صمت العالم والمجتمع الدولي». وبعد اعلان الترشيح، نقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) عن الرئيس السوري قوله ان «مظاهر الفرح التي يعبر عنها مؤيدو أي مرشح لمنصب رئيس الجمهورية يجب أن تتجلى بالوعى الوطني أولاً وبالتوجه الى صناديق الاقتراع فى الموعد المحدد ثانياً». اضاف «أهيب بالمواطنين السوريين جميعاً عدم اطلاق النار تعبيراً عن الفرح بأي مناسبة كانت خاصة ونحن نعيش أجواء الانتخابات التي تخوضها سورية لأول مرة بتاريخها الحديث». وكانت الرئاسة السورية اعلنت السبت انها تقف «على مسافة واحدة من كل المرشحين ليختار السوريون مرشحهم ورئيسهم بكامل الحرية والشفافية». وأعلن التلفزيون الرسمي السوري بعد اعلان الترشح، عن خروج عدد من المسيرات في مناطق يسيطر عليها النظام في دمشق وحمص وحماة (وسط)، «تأييداً للثوابت الوطنية والاستحقاق الدستوري بانتخابات رئاسة الجمهورية ودعماً للجيش والقوات المسلحة في مواجهة الإرهاب». وفي سياق متصل، اعلن مسؤول سوري ان من غادر البلاد «بطريقة غير شرعية» لن يحق له الاقتراع خارج سورية خلال الانتخابات الرئاسية. وقال رئيس اللجنة العليا للانتخابات هشام الشعار لصحيفة «الوطن» المقربة من السلطات «لا يحق للسوريين الذين غادروا البلاد إلى دول الجوار بطريقة غير شرعية الإدلاء بأصواتهم في الدول التي يقيمون فيها». وأوضح «ان قانون الانتخابات سمح للمقيمين في الخارج بالإدلاء بأصواتهم في حال كانت إقامتهم شرعية في الدول التي يقيمون بها». وأدى النزاع الى لجوء اكثر من ثلاثة ملايين شخص الى الدول المجاورة. ونزح الآلاف من هؤلاء عبر معابر غير شرعية، لا سيما الى تركيا والعراق. ووفق ارقام المنظمات الإنسانية، فإن 88 بالمئة من اصل مليون لاجىء سوري في لبنان، دخلوا عبر المعابر الشرعية. وأوضح الشعار ان «الأراضي السورية مفتوحة لكل مواطن سوري يريد ممارسة حقه الدستوري بالانتخابات ولاسيما المقيمين في الدول المجاورة»، مشيراً الى انه «من حق هؤلاء الدخول إلى الأراضي السورية للإدلاء بأصواتهم». وأشار الى ان اللجنة العليا للانتخابات ستعمل لاستحداث مراكز للانتخابات «في كل المناطق السورية»، مشيراً الى ان «المناطق الساخنة ستكون من ضمن أولويات اللجنة».