تقدم الرئيس السوري بشار الاسد الثلثاء بترشحه الى الانتخابات الرئاسية المقررة في الثالث من حزيران (يونيو)، في خطوة غير مفاجئة تتجاهل تحذيرات الاممالمتحدة والدول الغربية من "مهزلة" إجراء هذه الانتخابات. ووصل الاسد الى الحكم في العام 2000 بعد وفاة والده الرئيس حافظ الاسد، واعيد انتخابه باستفتاء في العام 2007. ويشكل رحيل الأسد عن سدة الحكم في البلاد، التي تشهد نزاعاً دامياً منذ ثلاثة اعوام بدأ باحتجاجات مناهضة للنظام، مطلباً اساسياً للمعارضة والدول الغربية الداعمة لها. واعلن رئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام انه تبلغ "من المحكمة الدستورية العليا، طلباً من السيد بشار بن حافظ الاسد تولُّد دمشق 1965، بتاريخ 28 نيسان (ابريل) 2014 اعلن فيه ترشيح نفسه لمنصب رئيس الجمهورية العربية السورية"، خلال جلسة بثها التلفزيون الرسمي. واضاف ان "المواطن الدكتور بشار حافظ الاسد"، بعث برسالة الى المجلس يقول فيها "انني ارغب بترشيح نفسي الى منصب رئيس الجمهورية العربية السورية"، طالباً من اعضاء المجلس تأييد ترشيحه. وبترشيح الاسد، يرتفع الى سبعة بينهم امرأة، عدد المتقدمين بطلبات ترشيح الى الانتخابات الرئاسية. ومن بين المرشحين عضو حالي وعضو سابق في مجلس الشعب، في حين ان الباقين هم من الوجوه غير المعروفة. ووفق القانون، يجب على كل راغب في الترشح ان ينال تأييد 35 عضواً في مجلس الشعب المؤلف من 250 نائباً، بينهم 160 نائباً ينتمون الى حزب البعث العربي الاشتراكي بزعامة الاسد. ورغم عدم اقفال باب الترشح قبل الاول من ايار (مايو)، بدأ النواب بالتصويت على اسماء المرشحين الذين يرغبون في تأييدهم. وعرض التلفزيون الرسمي بعد الاعلان عن ترشح الأسد، لقطات لنواب يدخلون مكتب رئيس مجلس الشعب، اذ يكتبون خلف ستارة اسم المرشح، قبل ان يضعوه في صندوق اقتراع. ورغم ان الانتخابات ستكون اول "انتخابات رئاسية تعددية"، الا ان قانونها يغلق الباب عملياً على ترشح أي من المعارضين المقيمين في الخارج، اذ يشترط ان يكون المرشح قد اقام في سورية بشكل متواصل خلال الأعوام العشرة الماضية. وكانت المعارضة السورية ودول غربية داعمة لها والاممالمتحدة، حذرت خلال الأسابيع الماضية النظام السوري من اجراء الانتخابات، معتبرة انها ستكون "مهزلة" وذات تداعيات سلبية على التوصل الى حل سياسي للنزاع المستمر منذ منتصف آذار (مارس) 2011. وكانت الرئاسة السورية اعلنت السبت انها تقف "على مسافة واحدة من كل المرشحين ليختار السوريون مرشحهم ورئيسهم بكامل الحرية والشفافية". وتعقيباً على ترشح الاسد، قال الناشط محمد نصر من جنوبدمشق لفرانس برس عبر الانترنت ان "مهزلة الانتخابات هي جزء بسيط جداً من الظلم الذي يتعرض له الشعب السوري، وسط صمت العالم والمجتمع الدولي". وبعد اعلان الترشيح، نقلت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) عن الرئيس السوري قوله ان "مظاهر الفرح التي يعبر عنها مؤيدو أي مرشح لمنصب رئيس الجمهورية يجب أن تتجلى بالوعى الوطني أولا وبالتوجه الى صناديق الاقتراع فى الموعد المحدد ثانيا". اضاف "أهيب بالمواطنين السوريين جميعا عدم اطلاق النار تعبيراً عن الفرح بأي مناسبة كانت خاصة ونحن نعيش أجواء الانتخابات التي تخوضها سورية لأول مرة بتاريخها الحديث". وافاد التلفزيون الرسمي عن خروج مسيرات في مناطق يسيطر عليها النظام في دمشق وحمص وحماة (وسط)، "تأييداً للثوابت الوطنية والاستحقاق الدستوري بانتخابات رئاسة الجمهورية ودعماً للجيش والقوات المسلحة في مواجهة الارهاب". وفي سياق متصل، لن يتمكن من غادر سورية "بطريقة غير شرعية"، من الاقتراع في البلد الذي يتواجد فيه، وفق ما اعلن رئيس اللجنة العليا للانتخابات هشام الشعار. واوضح المسؤول لصحيفة "الوطن" السورية انه "لا يحق للسوريين الذين غادروا البلاد إلى دول الجوار بطريقة غير شرعية الإدلاء بأصواتهم في الدول التي يقيمون فيها"، مشيرا الى ان القانون يسمح لهم بذلك "في حال كانت إقامتهم شرعية في الدول التي يقيمون بها". وهناك ستة مرشحين آخرين تقدموا بطلباتهم رسمياً الى الانتخابات الرئاسية منذ فتح باب تقديم طلبات الترشح بينهم امرأة. وكان مجلس الشعب تلقى من المحكمة الدستورية العليا قبل ذلك إشعارين بتقدم كل من عضو المجلس ماهر عبد الحفيظ حجار والعضو السابق والوزير السابق حسان النوري إلى المحكمة بطلب الترشح الى منصب رئاسة الجمهورية العربية السورية. وينتمي هذان المرشحان إلى "المعارضة الداخلية" التي يغضّ النظام الطرف عنها.