علمت «الحياة» من مصادر فرنسية وغربية أن باريس تتحرك على الأرض في لبنان عبر سفيرها باتريس باولي مع الفرقاء اللبنانيين لتجاوز التعطيل على صعيد الاستحقاق الرئاسي، كما أن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أجرى خلال هذا الأسبوع اتصالاً بنظيره السعودي الأمير سعود الفيصل الذي كان أجرى اتصالات في العاصمة الفرنسية مع عدد من القيادات اللبنانية منها رئيسا الحكومة السابقان فؤاد السنيورة وسعد الحريري ومرشح 14 آذار للرئاسة سمير جعجع. وأسفر الاتصال بين فابيوس والفيصل عن إبداء رغبة البلدين في أن يتم انتخاب رئيس في لبنان وتجاوز عقدة التعطيل الحاصلة حالياً. وتقول مصادر مختلفة، غربية وفرنسية، في البداية كان هناك توجه للنظر في احتمال التمديد للرئيس سليمان، ولكن سليمان أصرٌ على عدم القبول بذلك، خصوصاً أن قوى 8 آذار أيضاً كانت رافضة هذا الحل. وترى الأوساط الدولية أن هناك واقعاً سياسياً يفرض نفسه نتيجة المواقف الداخلية لقوى 14 آذار، ومواقف إقليمية وأنه لن يتم أي اتفاق بين رئيس «التيار الوطني الحر» النائب ميشال عون وزعيم «تيار المستقبل» الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري وأن مكاسب مثل هذا الثنائي لو كانت في الحسابات تصطدم بواقع سياسي يناقض ذلك. فباريس تحاول إقناع الجميع بعدم التعطيل والاقتناع بضرورة الانتقال إلى مرحلة جديدة خارج المرشحين جعجع وعون. وتواصل فرنسا بحثها مع الفرقاء على الأرض في كيفية الانتقال إلى مرحلة البحث عن مرشح يجنب المشاكل السياسية الدائرة بالنسبة إلى ترشح عون، وبإمكانه أن يحظى بغالبية في البرلمان. وترى هذه الأوساط أن مفتاح الحل ليس مع فرنسا ولا مع السعودية ولكن طالما ترشّح عون لم يجد حلاً فلا يمكن تجاوز العقدة لأنه لا يمكن انتخاب رئيس من دون أصوات كتلة عون و «حزب الله». والعمل على إقناع عون ينبغي أن يأتي من مصادر داخلية وخارجية عدة.