يقول هذا الدكتور في إحدى القنوات الفضائية، تعليقاً على عدم طلب نادي النصر حكماً أجنبياً لإدارة مباراته أمام الهلال المقبلة، إن ذلك بسبب رغبة النصراويين في إثبات أنهم متضررون من التحكيم، كما أنها ستكون فرصة للنصراويين بإيجاد العذر لهم (طبعاً في حال خسارتهم) هذا نموذج للطرح المتغلغل في وحل التعصّب ضمن أجندة غريبة في التناول الإعلامي، والمسألة لا تحتاج كل ذلك التجييش، فالنصر (صاحب الحقّ) في طلب الحكم الأجنبي لا يرى داعياً أن تتحمل خزانة النادي ذلك المبلغ الكبير، وحتى نقاط الهلال لا تساوي في نظرهم ذلك المبلغ، لذلك بدأت تظهر علينا لغة المدرجات ومن أناس يفترض منهم الحياد على الأقل عندما يتحدثون في وسائل إعلامية يشاهدهم ويسمع لهم كل الرياضيين، ومن الغريب أن توجّه اتهامات بهذه السماجة لفريق من دون آخر وكأن هذا الفريق جاء من الخارج، وبأي عرف حكم من تناول هذا الطرح الذي كان مفترضاً منه أن يغيّر لغة الحوار، خصوصاً أنه يحمل درجة علمية مميزة، ويلتقي بطلابه كل يوم. وهو يعلم أن التعصب بشكل عام هو الميل لشيء لدرجة كبيرة يجعل من الشخص يعظم ما يحب لدرجة تصل إلى تجميل القبيح منه وتحويل سلبياته إلى إيجابيات بنظر الناس، لكنه مع ذلك هو يرى المنافس أقل من أن يكون من النخبة أو هو يحاول إفهامنا بأن هذا المنافس لا يرتقي إلى الدرجة التي يراه غيره فيها،.فالتعصب لا يبني رأياً رياضياً سليماً، لذلك ظهرت عليه لحظات التقليل من المنافس أو الخصم بغير وجه حق في استفزاز للكثيرين ممن تابعوا إجابته على السؤال، فقد يقول قائل، إن هذا رأيه فلماذا نصادر رأيه، وهذا صحيح لكنه رأي لا يمت للواقع بأي صلة، ألهذه الدرجة يرى سعادته بأن هذا النادي يتحجج بالتحكيم، ألم يكن لديه إجابة أكثر دينامكية ترضي فضوله وتتناسب مع موقعه. وأعود إلى موضوع التعصب الذي ليس حكراً على أحد (حتى لا يكون هو قضيتنا) فالتعصب الرياضي والتوجه الفكري تجاه أي فريق، هذا الشيء موجود لدى كل من عاصر ويعاصر الرياضة وخصوصاً كرة القدم، ولكن تتفاوت مراحل التعصب بين المشجعين سواء كانوا في المدرجات أو حتى في منابر الإعلام، ويرتبط المشجعون بما يقوله الإعلاميون، فقد نقبل بعض ما يثار من نعرات في المدرجات أو حتى في المنتديات والمجالس الخاصة، لكن نستغربها ونستنكرها عندما تصدر من رجل المفترض أنه يكون متخصصاً في الإعلام. إن التعصب المخزي هو محاولة بعض الإعلاميين التأثير على الفريق الخصم لناديهم أو هم يعتقدون أنهم يستطيعون ذلك سواء برغبة منهم أو بتوجيه من غيرهم، نتذكر كيف وقعت كوارث بشرية مفجعة في مباريات كروية أوروبية وعربية بسبب التعصب وأدت إلي وقوع العديد من الضحايا وتخريب المنشآت والأموال، لذلك فإن استمرار هذا النهج ربما ندفع ثمنه ذات يوم، فكرة القدم لدينا في انحدار فني رهيب بسبب التعصب، المهم أن نفوز على هذا النادي وأن نحقق البطولة من دون أي خسارة فنحن الأبطال وغيرنا مجرد أقزام، هذا هو حالنا مع الأسف منذ سنيين طويلة، والإعلام الرياضي لم يرتقِ بعض منسوبيه من هذه الاعتقادات الفاسدة، فالرياضة مجتمعها ليس بالمجتمع الفاضل، لكن أن يتحوّل طرح بعض أستاذة الجامعات إلى هذا المستوى من التعصب هو أمر لا يمكن استيعابه. [email protected]