قد لا تستقيم الأمور بين نجم الهلال ياسر القحطاني وبعض الإعلاميين بعد ما قاله عنهم بأنهم لا يستحقون انتقاد اللاعب السعودي! في رده على سؤال صحافي تلفزيوني عقب نهاية مباراة فريقه أمام الوحدة، كان مضمونه أن بعض الإعلاميين يرون أن عدداً من اللاعبين السعوديين لا يستحقون التأهل لكأس العالم! فكان رد فعله على قدر الفعل، بل انه غادر منصرفاً من أمام الصحافي من دون أن يكمل بقية الحوار المفترض. لكن حال اللاعب لم تكن كما كنا نتوقع من خلال رد ذلك الفعل، فقد يكون اللاعب صادقاً في ما قال، لكنه لم يختر الطريقة المناسبة للإجابة على السؤال فقد كانت إجابة استفزازية غير معتادة وكأنه رغب في الدخول مع بعض الإعلاميين في حوار لا نعرف طرفاً له، وهنا لا احد يصادر على اللاعب ما يقول، انه حق مكفول له، لكن اللاعب في حاجة إلى خبرة في التعاطي مع وسائل الإعلام حتى لا ينصرف إلى أمور قد تعطل من مسيرته، فكثير من اللاعبين لا يجيدون التعامل مع وسائل الإعلام لذلك يرفضون تعاطي هذا الموضوع برمته حفاظاً على الكثير من الأسس الخاصة باللاعب وعطائه في الميدان. فالسؤال لم يكن موجهاً إلى ياسر بالتحديد وإن كان يعتقد انه المعني بعدم التأهل وهنا تتداعى هذه المسألة في الكيفية الممكنة التي كان يجب على اللاعب أن يتخذها كموقف ويجيب على السؤال بصورة غير مباشرة، والحقيقة أن هناك من اللاعبين السعوديين الذين لا يستحقون الوصول إلى كأس العالم، بدليل انهم فرطوا في العديد من الفرص التي أتيحت لهم لبلوغ هذا الأمر وكأنهم لاعبون يفتقدون للخبرة ولم يتذوقوا طعم النجومية والشهرة والأضواء لذلك كان من البديهي ان يطرح مثل ذلك السؤال. وعلينا ان نعترف أن خسارة التأهل إلى نهائيات كأس العالم قد استفزت بعض الأقلام أكثر لنخسر معها أبجديات النقد الرياضي الذي يئن تحت وطأة التعصب للأندية وإلى اللاعب المفضل والنجوم الورقية لنهبط إلى لغة فجة تعلم منها اللاعبون وبدأوا يمارسونها بطريقتهم الخاصة من خلال تقويم تلك الأقلام أو المحللين كما وصفهم ياسر القحطاني، ولا تكمن المسألة في درجة النقد أو محيطه الذي يمكن ان نقبل به او نرفضه بحسب المعيار الموجه إليه، انها تجاوزات يجب الاعتراف بوجودها وبداخلنا متى ما امتدت إلى خلط بيَن وواضح بين المنتخب والنادي وتلك مصيبة الإعلام الرياضي التي أصبحت لغة الكثيرين في أروقة الإعلام الرياضي ويتلقفها اللاعب قبل ان يذهب إلى التدريب وان ذلك معه وذاك ضده حتى ولو كان التدريب في المنتخب. إن النقد الرياضي أهم عنصر من عناصر بناء رياضة قوية وقادرة وسليمة في المملكة، وأنه من المستحيل أن تبدأ خطوات إصلاح رياضي بمعزل عن إصلاح النقد الرياضي، لكن من دون ان يتصدى لها اللاعب لوحده وهو يهم بالخروج من الملعب، ان تلك ليست مسؤوليته حتماً وهو غير قادر عليها مهما قال او سيقول في قادم الأيام، فالنقد الرياضي قائم في مجموعته، لكن ما يجب ان نفهمه انه يجب علينا معرفة مكنونه وهي الرسالة التي لم تصل بعد إلى بعض اللاعبين. [email protected]