هناك حرب إعلامية لا نعرف الى أين ومتى ستنتهي؟! وهذه الحرب الإعلامية تتعلق بموضوع وضْع جزء من سيرة ماجد عبدالله كدرس مقرر في كتاب مدرسي باللغة الإنكليزية، فتحولت المسألة الى فريقين، فريق يطبل للحدث، ويعيد ذكر محاسن اللاعب عندما كتب نجماً بارزاً في كرة القدم، وفريق آخر استشاط غضباً من تصرف وزارة التربية والتعليم من إدراج هذا اللاعب تحديداً في الكتاب المدرسي، والسبب بأن هناك لاعبين يرون أنهم أفضل من ماجد وبمراحل، فلماذا لم تتم إضافتهم؟ الحوار الإعلامي، حوار سخيف ولا يرتقي لأن يكون حواراً مفيداً، لذلك فهؤلاء الإعلاميون أهدافهم لا يمكن ان تصنف إلا في خانة المشجعين المتعصبين الذين يسهمون في خلق مزيد من النعرات، حتى ان ماجد عبدالله عاد للواجهة الإعلامية من جديد، فالفضل يعود في ذلك بالطبع الى ما تحصل عليه من اختيار ليكون ضمن حصة يومية ستفرض على طلاب اللغة الإنكليزية، ويجب على الطلاب حفظ القطعة المقررة إجبارياً عن ظهر قلب، سواءً يعجب اللاعب هذا الطالب الدارس ام لا. وكنت أتابع هذا الموضوع منذ ان بدأ يظهر على السطح، وعلى رغم ان الموضوع يستحق المتابعة الإعلامية كونه حدثاً شبه فريد على مستوى التعليم، إلا ان ما تم تناول الموضوع به لم يصل الى أهدافه العلمية، التي من اجلها تم طرحه، فقد تم أخذ الموضوع بشكل متعصب كما يحدث من هتافات مسيئة في المدرجات، فمؤيدون تناولوا الموضوع لإغاظة المنافسين، ومنافسون لا يريدون أية مكاسب لمنافسيهم، فالمسألة حرب إعلامية كما أسلفت لا علاقة لها بالعلم او طرح سيرة منجزات في الكتب، وكأن وزارة التربية والتعليم تكذب على الأجيال بأن ما يتحدثون به مجرد خرافة. وهناك من دخل في هذا الحوار الدائر، وكنا نعتقد بأنهم بمنأى عن الدخول في مثل هذه الحوارات ليكشفوا لنا عن ما يكتنزونه من كره للاعب، وهؤلاء سيحاربون ويتفرغون ليتم إلغاء القطعة المخصصة للاعب في الكتاب وربما ينجحون، والسبب انتماءات تعصبية لأحد الأندية، او ان تقوم وزارة التربية والتعليم بوضع لاعب من ناديهم شريطة بأن يكون في الصفحة المقابلة، وعلى نمطية «ما فيه احد أحسن من أحد»، بعدها سيرتاحون ولن نسمع عن هذا الموضوع أي شيء. وباختصار شديد، هذه هي رياضتنا تعصب واحتقان حتى ولو كانت الأمور سخيفة يخجل العاقل من ذكرها، إذ تسن لها الأقلام، ويظهر من كنا نعتقدهم عقلاء، فكيف تتطور الكرة السعودية، وكيف يساهم المجتمع في بنائها؟ [email protected]