كانت لغة الوحداويين والمتعاطفين معهم تردد عبارة «الجوع» كحافز للاعبين قبل النهائي من أجل تقديم أعلى جهد ممكن ومن ثم الفوز بكأس ولي العهد، واتضح أثناء اللقاء ان الفريق الهلالي أكثر جوعاً وأكثر نهماً، وأن الفريق يأكل من شتى أنواع البطولات من هنا ومن هناك ولا يشبع. نعم الهلال الذي يبحث عن البطولات بالعمل والمال والفكر والاحترافي، هو الجائع في «كل الأماكن» وكل الأزمنة، وهو الذي فاز بدورة الصداقة في أبها بصفه الثالث على حساب أندية متكاملة مثل الأهلي السعودي والأهلي المصري الذي لعب في النهائي بطاقمه الدولي ولم يفلح في مواجهة شبان الهلال الجائعين في تلك المباراة حد العظم، وهو الذي فاز مطلع السنة الحالية ببطولة دبي الدولية على حساب زينت الروسي بطل الدوري الروسي وبطل أوروبا سابقاً، وهو الذي حقق هذا الموسم ثلاث بطولات (دوري محسوم، كأس دورة دبي الدولية، كأس ولي العهد) ولا يزال جمهور الهلال ينتظر المزيد لأنه مثل اللاعبين لا يشبعون. فاز الهلال ببطولة اللاذقية، وبطولة دبي، وبطولة أبها، وفاز بكل البطولات الرسمية في الرياضوجدة ومكة والدمام، وحقق كل الألقاب وكل الكؤوس، وكل الانجازات، وترك للمنافسين فتات الموائد. إذا حضر «هلال كل الأماكن» فكل الطرق تؤدي للشواطئ الجميلة، هكذا هو الهلال تاريخاً ومجداً وحاضراً وماضياً ومستقبلاً، هكذا هي الفرق الكبيرة لا يتوقف ركضها ولا تتوارى عن المنصات، وهكذا الفرح يسكب شلالاته في أوردة أنصار الهلال في كل مدينة وكل قرية وكل هجرة. أتى فريق الوحدة بتاريخه وقيمته من أجل استعادة مجد تليد فقابلته الأمواج العاتية من أول دقيقة، حاول لاعبو الوحدة وبذلوا كل ما لديهم من جهد وعرق، ولكن ماء الهلال زاد على طحين الوحدة فتاهت خطواته وفقد هويته الفنية لأن الفوارق الفنية بين الطرفين فرضت هذا الواقع بقضه وقضيضه. من حسن حظ الفرق المحلية أن الهلال سحب أبرز لاعبيه من الفريق الأولمبي وضمهم للفريق الأول في اشارة واضحة إلى منح المتنافسين فرصة الصراع على البطولة الرابعة، ومن سوء حظ الفرق المحلية أن بطولتين ذهبت لدولاب الهلال وبقي بطولة يبدو أنها في طريقها للدولاب نفسه قياساً بمستوى الهلال الفني ومستوى الأضداد. الهلال بطل كل الأماكن وكل المدن وكل البطولات وهو جدير بها، لأنه يدفع لثمن هذه المنجزات أمهاراً غالية لا يقدر على دفعها الآخرون. [email protected]