انتزعت الفرق الكورية أربعة مقاعد من مقاعد ثمن نهائي الأندية الآسيوية، وتركت مقعدين للهلال والشباب السعوديين ومقعد لذوبهان أصفهان الإيراني، ومقعد لفريق الغرافة القطري، وكانت هذه المؤشرات الأولية توحي بأن الأندية الكورية في طريقها لحجز نصف مقاعد الدور نصف النهائي على الأقل، لكن الناديين السعوديين الهلال والشباب هما اللذان حجزا نصف مقاعد دور الأربعة وتركا المقعدين الآخرين للفريق الإيراني ولفريق سيونغنام ألهوا تشونما الكوري الجنوبي الذي بقي لوحده في هذا الدور. الشباب السعودي وصل لأفضل حالاته الفنية في بطولة النخبة في مدينة أبها وانتزع كأس البطولة على حساب الهلال، لكن الفريق لم يستفد من هذه الدفعة المعنوية قبل دخوله معمعة الدوري في نسخته الجديدة، بل تعرض لهزة عنيفة أفقدته توازنه وجعلت أنصاره وهم خليط من كل الأندية السعودية يشعرون بالقلق على مسيرة الفريق في مسيرته المحلية والخارجية. استعاد الفريق الشبابي توازنه في الوقت المناسب، وفاز على أقوى المنافسين في ربع النهائي للبطولة الآسيوية الفريق الكوري وانتزع بطاقة التأهل لنصف النهائي وأصبح في وضع فني أفضل، بل شارف على استعادة خطورته وإمكاناته الفنية العالية، ومن المنتظر أن يكون في وضع أفضل في نصف النهائي الآسيوي اليوم وأن ينتزع بطاقة التأهل للدور النهائي من ملعبه قبل رحلة الإياب التي لن تكون سهلة على نجوم فريق الشباب السعودي. على الطرف الآخر يتحرك الهلال السعودي بثبات وبمعنويات عالية بعد أن حقق أهدافه المحلية بتسجيل خمسة انتصارات متتالية من دون أن يفقد نقطة واحدة محلياً، وهي خطوات الاتحاد السعودي نفسها في مشواره في البطولة ذاتها في الموسم الماضي، ففريق الهلال الكروي خرج بأهم درس رياضي من موقعة الغرافة القطري وفهم اللاعبون بالذات معنى كرة القدم المدورة، وسيكون لقاءهم غداً أمام ذوبهان الإيراني في أصفهان مفصلي وأكثر أهمية من لقاء الرد في العاصمة السعودية الرياض. الفريقان السعوديان «الهلال والشباب» يمضيان إلى ما هو أهم من هذه المراحل في نسخة البطولة الآسيوية للأندية الأبطال الحالية، بل إن تفكيرهما منصب على بلوغ الدور النهائي كحدث يعيد للكرة السعودية هيبتها ووقارها على القارة الصفراء، ومن دون شك ففريقا الهلال والشباب جديران بهذا الطموح وقادران على تحقيقه ولا غرابة إن أتى نهائي البطولة الآسيوية سعودياً ومن ثم الحضور في مونديال أندية العالم بفريق سعودي. الحسابات للفريقين السعوديين ليست سهلة والحظوظ للفرق الأربعة متقاربة للغاية ويبقى التعب والجهد والتكتيك والحظ عوامل تفصل بين الطموح الحقيقي والطموح الوهمي. [email protected]