لأنهم يصفونها دائما بالعمياء حيث لا تفرق بين كبير أو صغير، و قوي أو ضعيف، فاجأت قرعة كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال المتابعين لها برمي الجارين اللدودين النصر والهلال في أحضان بعضهما البعض في مواجهة ضمن "المجموعة أ" حيث ينتظر أن تكون الحدث الأبرز في دور ال8 الذي سيبدأ يوم 17 أبريل المقبل. وأوقعت القرعة الشباب أمام الوحدة في "المجموعة ب" في مباراة تعد سهلة نسبيا لحامل لقب كأس الأمير فيصل بن فهد؛ فيما عبست في وجه الاتفاق؛ إذ وضعته في فم النمر الاتحادي حامل لقب الدوري حيث سيواجهه في "المجموعة ج"؛ بينما ابتسمت للأهلي (ثالث الدوري) حيث وضعته في مهمة تعد سهلة قياسا باللقاءات الأخرى حيث سيلعب مع الحزم (ثامن الدوري) في "المجموعة د". مفاجأة ديربي العاصمة لم يكن الكثيرون يتوقعون أن تضع القرعة طرفي "ديربي العاصمة" في مواجهة بعضهما في الدور الأول، لكن يبدو أنها أرادت أن تشعل البطولة الأخيرة في الموسم منذ البداية. وتحمل هذه المواجهة كل معاني الإثارة؛ لاسيما وأنَّ الفريقين باتا ينظران لهذه البطولة بمنظار واحد وهو تعويض إخفاقاتهما هذا الموسم رغم تباين الحالة في الفريقين؛ فالهلال حامل إحدى البطولات الثلاث الماضية (كأس ولي العهد) يسعى لتحقيق اللقب الثاني الذي يأتي بعد أيام من خسارته للدوري على يد الاتحاد، الذي جرده من لقبه، وهو ما يعني أن مسيري "الأزرق" باتوا مطالبين بتحقيق البطولة أكثر من أي وقت مضى؛ فالإخفاق في الاحتفاظ بالدوري سيجعل وضعهم صعبا في قبالة جماهيرهم التي لا ترضى بغير الذهب، وهي مهمة صعبة بكل المقاييس؛ في ظل نظام البطولة، الذي تبدو فرص التعويض فيه صعبة حيث يعتمد نظام خروج المغلوب بمجموع مواجهتي الذهاب والإياب، بالإضافة إلى مواجهة الجار اللدود الذي يدخل المواجهة وهو في وضع أصعب بكل الحسابات الفنية والإدارية. وإذا كان حال الهلال صعبا فإن وضع النصر أكثر صعوبة؛ ففقدان الفريق لأربع بطولات حتى الآن ثلاث منها محلية (كأس الأمير فيصل بن فهد، وكأس ولي العهد، وبطولة الدوري) بالإضافة إلى بطولة الأندية الخليجية فجَّر أزمة كبيرة بين جماهير النادي، وإدارته والتي لن تطوق إلا حين يستطيع الفريق الفوز بالبطولة الرابعة، والتي تعتبر الفرصة الأخيرة لمسيري "العالمي" في استرضاء جماهيرهم. وتبدو حظوظ "الزعيم" أوفر عطفا على الأمور الفنية؛ إذ يتغلب على جاره في كل الأمور التي تتعلق بذلك؛ إن على مستوى الأفراد، أو الفريق بشكل عام، وهو ما أكدته مواجهات الفريقين الثلاث هذا الموسم؛ سواء في الدوري أو كأس ولي العهد والتي فاز الهلال في جميعها؛ بيد أن من يعرف طبيعة المنافسة بين الفريقين يدرك أن الحسابات الفنية قد لا تكون هي المرجح غالبا. ولعل أكثر القلقين في هذه المواجهة هما المدربان الأرجنتيني ادقاردو باوزا، والبلجيكي جورج ليكنز فكلاهما يريد إثبات نفسه بتحقيق البطولة الأولى له مع فريقه. فرسان مكة هل يروضون ليوث العاصمة؟ دون أية حسابات فنية، أو إيغال في الجوانب النفسية تلعب مواجهة الشباب والوحدة لصالح الأول؛ فيكفي أنَّ الحظ قد رمى فرسان مكة في مواجهة ليوث العاصمة حاملي لقب البطولة في الموسم الماضي وأحد أبطال الموسم الحالي حيث ظفروا بكأس الأمير فيصل بن فهد. الشباب الذي يشهد وضعا إداريا مستقرا، وفنيا مقبولا في ظل القيادة الفنية للأرجنتيني هيكتور، والقيادة الإدارية لخالد البلطان سيواجه فريقا يعيش أسوأ أحواله الفنية بقيادة الألماني ثيو بوكير، والإدارية بعد استقالة رئيس النادي جمال تونسي، الذي خلف كرسي الرئاسة للدكتور خالد البرقاوي، ولعل الراصد لنتائج الفريق الوحداوي في الدوري يدرك أن الفريق بات يتخبط في درب المنافسة ما يرجح استمرار ذلك في هذه البطولة؛ لاسيما وهو يواجه أحد الفرق المرشحة؛ لكن استطاعة الوحدة في تفجير مفاجأة مبكرة أمر غير مستبعد؛ إذا ما نظرنا إلى حالة التذبذب في مستوى الفريق الشبابي المتخم بالنجوم الدوليين والذي نتج عنه خسارة الفريق لمباراته الأخيرة في الدوري أمام أبها المهدد بالهبوط 2-1؛ ما أفقده فرصة الفوز بالمركز الثالث، ومعها احتمالية فقدان مقعده في دوري أبطال آسيا؛ إذْ يتوقع تقليص مقاعد السعودية إلى ثلاثة بدلاء عن أربعة. الفريقان تواجها في أربع مناسبات هذا الموسم فاز الشباب في ثلاث، وتعادلا في واحدة. نواخذة الدمام ونمور جدة من الطبيعي أن يكون الاتفاقيون هم أكثر من علت علامات الاستياء وجوههم عند إعلان القرعة، إذ لم يكونوا يودون مواجهة الاتحاد في أول دور في البطولة، وهو الذي للتو قد فرغ من إعلان نفسه بطلا للدوري. الاتحاد مرشح فوق العادة لعبور هذا الدور؛ لان كفته الفنية ترجح على الاتفاق في ظل كتيبة اللاعبين المحترفين المحليين، والأجانب الذي يتواجدون في صفوفه؛ فضلا عن أن طموحات الفريق في أي بطولة لا يشبعها غير التتويج بالذهب؛ يضاف إلى كل ذلك الحالة النفسية التي تبلغ أوجها لدى بعد تتويج بلقب بالدوري. في المقابل فإن الاتفاق الذي قدم موسما محليا سيئا يمر بمرحلة تصاعد فني، وهو ما تجلى في دوري أبطال آسيا؛ حيث يتصدر مجموعته في البطولة، بعد أن أحرز فوزين ثمينين أخيرا على حساب سباهان أصفهان الإيراني، والشباب الإماراتي، وهو ما يعزِّز الرغبة لدى (نواخذة الدمام) في تفجير مفاجأة من العيار الثقيل بإقصاء نمور الاتحاد من البطولة . والفريقان التقيا هذا الموسم مرتين في الدوري؛ حيث تعادلا 1-1 في الدور الأول في حين فاز الاتحاد 3- صفر في الدور الثاني. سفير القصيم يصطدم بقلعة الأهلي مواجهة الأهلي والحزم تبدو غامضة فنيا؛ رغم أفضلية الأول الذي يكفي للدلالة على أفضليته فوزه بالمركز الثالث في الدوري، وحصده لبطولة أندية الخليج؛ بيد أن "فارس القصيم" تميز بقدرته على إسقاط الكبار؛ لاسيما في ملعبه، وهو ما يجعل الأهلاويين حذرين وهم يستعدون لمواجهة الذهاب في الرَّس. الأهلي ورغم حصده لبطولة الأندية الخليجية في أول استحقاقاته هذا الموسم؛ إلا أنه سرعان ما عاد لدوامة الإخفاقات بخسارته للبطولات المحلية الثلاثة الماضية، وهو ما يجعله يحكم قبضته على آخر بطولة محلية؛ بغية الفوز بها لاسترضاء جماهيره، في المقابل فإنَّ الحزم البعيد كل البعد عن الترشح للفوز باللقب يسعى هو الآخر لإثبات وجوده، على الأقل بإقصاء الأهلي، والمضي للأمام أسوة بما فعل في كأس ولي العهد؛ حينما عبر لنصف النهائي بعد إقصائه للاتفاق، وقبل أنْ يودع البطولة على يد الشباب. ولا يمكن لأحد أن يستبعد فوز الحزم من حساباته؛ خصوصا بعد أن فرض نفسه بين الكبار، وهو ما مكنه هذا الموسم من تمثيل الكرة السعودية في دوري أبطال العرب، الذي ودعه في دور ال16 على يد الفيصلي الأردني فضلاً عن سقوط الأهلي في كأس ولي العهد على يد الفتح "درجة أولى"، وهو ما يجعل أي فريق مهما كان مستواه يطمع في تكرار الأمر. والتقى الفريقان هذا الموسم مرتين فقط في الدوري حيث تعادلا 1-1 في الدور الأول، وفاز الأهلي بهدف نظيف في الدور الثاني.