بات قطاع السياحة الدولية الذي يشغّل 259 مليون شخص، يوفر 9,1 في المئة من مجموع الناتج العالمي، وهي مرشحة للتطور بخاصة في حوض البحر الأبيض المتوسط الذي سيشهد ارتفاعاً في الطلب على السياحة والخدمات الفندقية والنقل الجوي يقدر ب 1.483 تريليون دولار لاستقبال 723 مليون سائح بحلول عام 2020، وفق تقرير ل «المجلس العالمي للسفر والسياحة». ورجّح أن «تنتزع منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حصة 8 في المئة من مجموع عائدات السياحة العالمية، وراء الاتحاد الأوروبي (28 في المئة)، والولايات المتحدة (16 في المئة)، وآسيا حيث تبلغ 23 في المئة، ما يعكس توزيعاً جديداً لحركة تدفق السياح عبر العالم، ويُدرّ على المنطقة التي تقع بين غرب البحر الأبيض المتوسط وشرقه، عائدات تصل إلى نحو 470 بليون دولار نهاية العقد المقبل. وبحسب سيناريوات النمو المتوقع في السياحة الدولية، سيقدر نشاط القطاع السياحي في تركيا ب 130 بليون دولار، وفي مصر ب 60 بليوناً، وفي المغرب ب 29 بليوناً، وتونس 7 بلايين. وتقدر العائدات بالعملات الصعبة ب 44 بليون دولار في تركيا التي استقبلت 27 مليون سائح في عام 2009، وتحصل مصر على 26 بليون دولار وهي استقبلت 14,7 مليون سائح عام 2010، وتبلغ حصة المغرب 19 بليون دولار من خلال 9,3 مليون سائح العام الماضي، وتحصل تونس على 6,19 بليون دولار. وتعتبر الدول الأربع المنافس المباشر للدول الأوروبية في مجال استقطاب السياحة الدولية في المنطقة المتوسطية. وتحوز المغرب وتونس نسبة 2 في المئة من إجمالي السياحة العالمية، على رغم وجود وضع إقليمي غير مساعد بسبب إغلاق الحدود البرية مع الجزائر وغياب البنية التحتية المشتركة. وعلى رغم الأحداث التي تعرفها منطقتا شمال إفريقيا والشرق الأوسط في مجالات التغيرات السياسية والأمنية والأزمة الاقتصادية في دول الاتحاد الأوروبي، يشير التقرير إلى أن قطاع السياحة في المنطقة العربية لم يتضرر كثيراً على رغم انخفاضه في تونس ومصر خلال الربع الأول من العام الجاري، كما أن الشركات الدولية العاملة في المنطقة ساعدت على بقاء حركة السياحة في حدودها المقبولة، إذ يعمل في القطاع ملايين الأشخاص وهو من الأنشطة الاقتصادية الإستراتيجية في مجال تأمين العملات الصعبة وتمويل التجارة الخارجية. وأوضح التقرير أن منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط تؤمن زوارها من دول الاتحاد الأوروبي بخاصة فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، ومن روسيا (بالنسبة لمصر) والولايات المتحدة ومنطقة الخليج، إضافة إلى رعايا تلك الدول في الاتحاد الأوروبي حيث يعيش نحو خمسة ملايين مغاربي. وكانت السياحة ضخت للمغرب نحو 55 بليون دولار في عشر سنوات، وبلغت الإيرادات العام الماضي 56 بليون درهم (نحو 7 بلايين دولار) أي نحو 8 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي. وتطمح الرباط إلى الانتهاء من زيادة 230 ألف سرير جديد قبل نهاية العقد الحالي لاستقبال 20 مليون سائح، وتخطط لاستثمار نحو 6 بلايين دولار في مناطق الاستجمام والاستراحات والفنادق المصنفة ضمن برنامج «مخطط المغرب الأزرق».