أبدى مشاركون في المعرض الدولي للسياحة والسفر «إ تي إم» الذي اختتم مساء الإثنين الماضي في مراكش (المغرب)، وشاركت فيه 25 دولة، تفاؤلاً حذراً بانتعاش صناعة السياحة خلال السنة الحالية ما لم يتعافَ الاقتصاد العالمي من أزماته المتلاحقة. وتوقعت المنظمة العالمية للسياحة أن ينمو الطلب عليها من 3 إلى 4 في المئة، حصته الكبرى في منطقة البحر الأبيض المتوسط . وورد في تقارير عرضت خلال المؤتمر، أن الأزمة الاقتصادية العالمية وتداعياتها المختلفة، مثل تراجع القروض المصرفية وارتفاع معدلات البطالة وانخفاض الاستهلاك الدولي إلى فيروس أنفلونزا الخنازير وبرودة الطقس والكوارث الطبيعية، أثرت سلباً في صناعة السياحة والسفر التي تراجعت خلال العام الماضي في معظم دول العالم، وبلغت نسب تراجعها 8 في المئة في أوروبا و 7 في أميركا و5 في آسيا، بينما ازداد السياح في اتجاه أفريقيا 4 في المئة وفي المنطقة العربية مثل لبنان والأردن والبحرين والمغرب . وعلى رغم الأزمة العالمية التي قلصت السياح العام الماضي بنحو 37 مليوناً إلى 880 مليوناً، ظلت السياحة رابع مصدر للتجارة العالمية، تمثل 35 في المئة من مجموع صادرات الخدمات وتبلغ 70 في المئة في الدول الأقل تقدماً، على رغم أن عائدات السياحة تحتكرها الولاياتالمتحدة وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا والصين والمملكة المتحدة وألمانيا على التوالي. وأظهرت الإحصاءات أن السياحة الراقية تتفوق على سياحة الإغراق أو السياحة الشعبية، إذ أنفق 20 في المئة من مجموع السياح في العالم نحو92 بليون دولار، ما جعل عدداً من الدول السياحية تفضل السياح الأثرياء الذين يتمتعون بقدرة عالية على الإنفاق بما فيه الإقامة الراقية والشقق الثانوية، كما يحصل في مراكش التي تحتل المرتبة 13 في تصنيف المدن الأكثر اختلاطاً. ويلاحظ زائر المدينة الحمراء كثافة المتقاعدين الأوربيين، معظمهم من فرنسا، اقتنوا «رياضاً» ومنازل ثانوية وفضلوا العيش في مناخٍ دافئ على طقس أوروبا البارد، ما دفع بالسكان المحليين إلى التوجه نحو مدينة تامنصورت الحديثة تفادياً لارتفاع الأسعار التي تسببت بها الهجرة السياحية الراقية. وُيقدر ثمن الرياض في مراكش بنحو مليون دولار، وتوجد فيلات للمشاهير والسياسيين والرياضيين والنجوم الكبار تتجاوز قيمتها مليوني دولار في جادة محمد السادس على طول عشرة كيلومترات. ويفضل أثرياء الدارالبيضاء والرباط تملك منازل أو شقق ثانوية في المدينة الحمراء، ويعيش في مراكش نحو 20 ألف فرنسي في شكل دائم بعضهم تعلم العربية والأمازيغية، وبعضهم تحول إلى العمل في الترويج العقاري أو تملك مقاهٍ ومطاعم ورياضاً ودور ضيافة ُتنافس الفنادق المصنفة، وتعتمد على الترويج السياحي عبر الإنترنت، والرحلات المنخفضة التكلفة لاقتراح عطلة نهاية الأسبوع. واحتل المغرب المرتبة 31 عالمياً في ترتيب المناطق الأكثر جذباً للسفر والثاني في أفريقيا وفي جنوب البحر المتوسط، من خلال استقبال ثمانية ملايين سائح عام 2009 محققاً زيادة 5 في المئة، لكن المملكة لم تحقق العائدات التي كانت تحصل عليها قبل الأزمة فبلغت 7,7 بليون دولار عام 2008، تمثل المصدر الأول للعملات قبل التحويلات والفوسفات والصادرات الصناعية والصيد البحري والزراعة. ويعيش من واردات السياحة في المغرب نحو نصف مليون أسرة. وتتطلع المملكة إلى جلب عشرة ملايين سائح هذه السنة، لذلك ضاعفت قدرة استيعاب الفنادق في مناطق موزعة على المناطق الرئيسة. وقدرت الاستثمارات في السياحة المغربية بنحو عشرة بلايين دولار في الأعوام الستة الأخيرة، أهمها من دول الخليج العربي والاتحاد الأوربي وأفريقيا الجنوبيةوالولاياتالمتحدة وكوريا. وتفيد وزارة السياحة بأن المغرب يشمل تنوعاً في المناطق الطبيعية بين قمم الجبال والواحات والشواطئ وكثبان الرمل والأودية، في تنوع ثقافي نادر، وآثار تاريخية تعود إلى عهود الرومان والإسلام والأندلس والحماية الفرنسية.