انتهى اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي «الناتو» في برلين، أمس، من دون تقديم تعهدات واضحة من دول الحلف بتوفير مزيد من الطائرات الهجومية لشن ضربات على الأرض ضد قوات العقيد معمر القذافي. وقال الأمين العام للحلف أندرس فوغ راسموسن إن هناك «مؤشرات» الى نية دول في الحلف تقديم الطائرات المطلوبة، في استجابة لمطالب فرنسا وبريطانيا بتوفير مساعدة لقواتهما الجوية التي تتكفّل بمعظم العمليات في ليبيا منذ إنسحاب الولاياتالمتحدة من المهمة التي فوّضها مجلس الأمن بموجب القرار 1973 لحماية المدنيين الليبيين. وأعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بعد ظهر أمس أن الدول الأعضاء في «الناتو» تبحث في وسائل لتقديم تمويل للثوار الليبيين. ونقلت عنها وكالة «رويترز»، بعد مشاركتها في اجتماع لوزراء خارجية الحلف في برلين: «تحتاج المعارضة كثيراً من المساعدة على الصعيد التنظيمي وعلى الصعيد الإنساني وعلى الصعيد العسكري». وأضافت: «دار عدد من النقاشات حول أفضل الطرق لتقديم تلك المساعدة ... وما الذي ترغب كل دولة في عمله. نحن نبحث أيضاً في وسائل لتقديم التمويل للمعارضة». وقالت إن الغرب يتعرف في شكل أكبر على المعارضة الليبية. ودخل تنظيم «القاعدة» مجدداً أمس على خط الأزمة الليبية، إذ دعا الرجل الثاني في التنظيم الدكتور أيمن الظواهري المسلمين إلى قتال الأميركيين وحلف شمال الأطلسي إذا ما جاؤوا إلى ليبيا. ووجه صلاح أبو محمد، الناطق الإعلامي باسم فرع «القاعدة» المغاربي، انتقادات شديدة للمجلس الوطني الانتقالي الليبي الذي يمثّل الثوار ووصفه ب «مجلس الكفر الانتقالي». وقال أبو محمد في رد على أسئلة وجهتها إليه «الحياة»، إن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي يعمل بالفعل على الأراضي الليبية، مشيراً إلى إنشاء «إمارات إسلامية» في مناطق الشرق الليبي. ومعروف أن السلطات الجزائرية تحدثت عن حصول فرع «القاعدة» المغاربي على أسلحة من ليبيا، وهو أمر أكده الرئيس التشادي إدريس دبي أيضاً. ونفى الثوار الليبيون في السابق أن «القاعدة» تعمل في وسطهم، كما نفوا مزاعم حكم القذافي عن إقامة «إمارات إسلامية» في الشرق الليبي. وجاء ذلك في وقت أقر الرئيس باراك أوباما بأن ثمة جموداً عسكرياً على الأرض في ليبيا، لكنه قال إن الولاياتالمتحدة تمكنت من تجنيب «مذبحة جماعية» وإن القذافي يتعرض لضغوط متزايدة للرحيل. وقال أوباما في مقابلة مع وكالة «أسوشيتد برس» إنه لا يرى حاجة لمعاودة الولاياتالمتحدة المشاركة المباشرة في فرض تطبيق منطقة حظر الطيران فوق ليبيا، موضحاً أن بلاده تساعد بتقديم معلومات استخباراتية وبتعطيل أجهزة الاتصالات الليبىة وعمليات تزود الوقود في الجو. لكنه اقر بأن الوضع الميداني يعاني من جمود حالياً. غير أنه لفت إلى أن مهمة حلف «الناتو» لم تبدأ سوى منذ أقل من شهر. وقال الرئيس الأميركي إن القذافي «يتم الضغط عليه بكل أنواع الطرق»، وهو يعاني من نقص في الأموال والتموين. وأكد ثقته في أن القذافي سيتنازل في نهاية المطاف عن الحكم، وأن لا حاجة حالياً لتغيير السياسة التي تتبعها الولاياتالمتحدة. وفي جنيف (رويترز)، قالت المنظمة الدولية للهجرة إن سفينة تحمل على متنها زهاء 1200 مهاجر آسيوي وأفريقي اغلبهم في حاجة للرعاية الصحية بعد اسابيع من العيش على قليل من الغذاء والماء، غادرت مدينة مصراتة المحاصرة أمس الجمعة متجهة الى بنغازي الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة. وأضافت المنظمة أنه جرى تفريغ 400 طن من مواد الاغاثة في مصراتة الليلة قبل الماضية من على متن السفينة اليونانية المؤجرة «ايونيان سبريت» على رغم القصف الذي وقع الخميس وأوقع نحو 23 قتيلاً.