أعادت قوات الزعيم الليبي معمر القذافي أمس سيطرتها على مدينة البريقة شمال شرق البلاد، وأخرجت الثوار منها بالكامل، في الوقت الذي بعث القذافي رسالة إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما لم يعلن عن فحواها بعيد انسحاب الولاياتالمتحدة من العمليات العسكرية على ليبيا، فيما أبدى النظام الليبي أول من أمس استعداده للحوار مع الثوار شرط تسليمهم أسلحتهم. وتعرض الثوار لقصف مدفعي من قوات القذافي ليلة أول من أمس وصباح أمس في الوقت الذي كانت تحلق فيه طائرات تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) صباح أمس فوق المنطقة بين مدينتي من البريقة وأجدابيا دون أن تتدخل في القتال. يذكر أن القائد العسكري للثوار، الجنرال عبدالفتاح يونس، انتقد حلف الأطلسي أول من أمس بسبب عدم تصديه لقوات القذافي بحسم كاف، وبطء تدخله في العمليات العسكرية، فيما أعلن حلف شمال الأطلسي أمس أنه «سيفعل كل شيء لحماية المدنيين» في مصراتة (شرق طرابلس)، ردًا على اتهامه من قبل الثوار بترك سكان هذه المدينة التي تحاصرها قوات العقيد معمر القذافي يموتون دون التدخل لإنقاذهم، وأعلن وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه أمس أنه سيكون بمقدور الثوار الليبيين إرسال إمدادات عن طريق البحر إلى سكان مصراتة. إلى ذلك قال وكيل وزارة الخارجية الليبية خالد الكعيم أنه: “بإمكان الثوار المشاركة في العملية السياسية بشرط تسليم أسلحتهم” وأشار إلى أن المجلس الوطني الانتقالي الذي شكله الثوار “لا يمثل القاعدة الشعبية في ليبيا”، وأوضح أنه “ستكون هناك ضمانات لأية عملية سياسية عبر مراقبين من الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة”، وكشف الكعيم أن اللجنة التي شكلها الاتحاد الإفريقي لإيجاد مخرج للأزمة الليبية وتضم عددًا من رؤساء الدول الإفريقية ستصل إلى طرابلس “خلال الأسبوع المقبل”. وانضمت الأردن أمس إلى قائمة الدول العربية التي تشارك في فرض الحظر الجوي على ليبيا بعد كل من قطر والإمارات العربية المتحدة عبر إرسالها مقاتلات إلى قاعدة جوية أوروبية لدعم منطقة الحظر الجوي المفروضة على ليبيا وحماية رحلات الإغاثة الإنسانية من المملكة الأردنية، ولم يتم الكشف عن عدد المقاتلات التي أرسلت. من جهة ثانية قال نائب وزير الخارجية الجزائري عبدالقادر مساهل أول من أمس إن الجزائر تشعر بالقلق للزيادة الملحوظة في وجود تنظيم القاعدة في ليبيا وتخشى أن تضع الجماعات المتشددة الإرهابية أيديها على الأسلحة المتداولة في البلاد. فيما وصل مبعوث أمريكي إلى بنغازي أول من أمس لتقديم المساعدة المالية للثوار بالرغم من عدم اعتراف الولاياتالمتحدة رسميا بالمجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل المعارضة الليبية،كما فعلت فرنسا وبريطانيا ومع أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون اجتمعت مرتين مع مسؤول كبير فيه. من جهته قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس إن العمليات العسكرية في ليبيا ازدادت تعقيدا بعد أن تبنت القوات الموالية للعقيد معمر القذافي أساليب تزيد من مخاطر إصابة المدنيين، بتمركزها في أماكن قريبة جدا منهم، وقال جوبيه “من الواضح أن هذا يزيد من صعوبة العمليات”. وأضاف: “الوضع غير واضح. هناك خطر من الدخول في مأزق”.