أعرب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو عن ارتياحه لتلقيه دعوة من رئيس مجلس النواب الأميركي، النائب الجمهوري جون باينر لإلقاء كلمة أمام اجتماع مشترك للمجلس ولمجلس الشيوخ في الأسبوع الأخير من الشهر المقبل بداعي أنها تتيح له فرصة «للحديث فقط عن الطريق التي نؤمن بها لتحقيق السلام بيننا وبين جيراننا». وجاء هذا التصريح في كلمة ألقاها أمام أعضاء حزبه «ليكود» لمناسبة الفصح اليهودي. ورأى مراقبون أن الكلمة التي ألقاها هي بمثابة مسودة للخطاب الذي سيلقيه أمام الكونغرس. وشدد نتانياهو في كلمته على أن إسرائيل ستواجه كل من يحاول إملاء شروط عليها لتحقيق السلام، في إشارة إلى احتمال تبني هيئة الأممالمتحدة قراراً في أيلول (سبتمبر) المقبل بالاعتراف بفلسطين دولة مستقلة على أساس حدود عام 1967، وعلى خلفية أنباء عن نية الاتحاد الأوروبي طرح مبادرة سياسية جديدة لكسر الجمود السياسي في المنطقة. ورأى مراقبون أن هذا الموقف سيكون في صلب الخطاب أمام الكونغرس، والذي بات يعرف ب «خطاب بار أيلان 2»، في إشارة إلى أنه سيكون استكمالاً للخطاب الذي ألقاه في جامعة بار أيلان قبل عامين وأعلن فيه قبوله المشروط حل الدولتين للشعبين. وتباهى نتانياهو أمام أعضاء حزبه اليميني ب «صمود» الحكومة في مواجهة ضغوط دولية، وقال: «سنقف وقفة قوية ضد كل هؤلاء الذين يحاولون إملاء شروط علينا تبقينا بلا أمن ولا سلام. حددنا شرطين للتسوية السياسية، الأول اعتراف بدولة إسرائيل دولة الشعب اليهودي، والثاني وضع ترتيبات أمنية ميدانياً تضمن أمن إسرائيل في حال انهارت التسوية». وأضاف أن إسرائيل «اجتازت عامين من تمسكنا بمبادئنا وصمدنا أمام ضغوط هائلة ليست بقليلة، وسنواصل التمسك بالمبادئ التي نؤمن بها لأنها حيوية لمستقبلنا». وأضاف أن السلام الذي يريده «ليس سلاماً على الورق ولا سلام طقوس في الحدائق، إنما سلام حقيقي يصمد ويضمن أمننا». ورغم هذا التشدد، أعربت أوساط قريبة من نتانياهو عن أملها بأن يقود خطابه أمام الكونغرس «الأفكار الجديدة» التي سيقدمها في شأن استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، إلى إقناعهم بالكف عن الخطوات الأحادية الجانب (نيل اعتراف دولي بالدولة) والعودة إلى طاولة المفاوضات. وأضاف نتانياهو أنه سيعرض في خطابه إلى التهديد الإيراني، وإلى «التطورات الكبرى» التي تجتاح العالم العربي والتي تثبت «أن هناك دولة واحدة مستقرة وآمنة وحرة ومزدهرة في الشرق الأوسط هي دولة إسرائيل التي تقودها في الوقت الحالي، ولحُسن الحظ، حكومة برئاسة حزب ليكود». كما رفض نتانياهو اقتراح وزير خارجيته أفيغدور ليبرمان بأن تبلور الحكومة وحزب «كديما» المعارض خطة للتسوية الدائمة «توضح للعالم ماذا لا يمكن لإسرائيل التنازل عنه، وتستوجب من الفلسطينيين تقديم تنازلات من أجل التوصل إلى تسوية». وبرر نتانياهو رفضه بأنه لا يجوز أن تفصح إسرائيل عن «خريطة التنازلات التي يمكن أن تقدمها فيما الطرف الثاني يرفض حتى الجلوس حول طاولة المفاوضات».