قدّمت مؤسسة بلومزبري قطر للنشر بياناً بعملها في الذكرى الأولى لتأسيسها، وافتتحت احتفالها بلقاء مع صموئيل شمعون في معرض لندن الدولي للكتاب حاورته فيه مايا جاغي. تحدّث الكاتب العراقي عن الأدب في العالم العربي اليوم، وسيرته الأكثر مبيعاً «عراقي في باريس» التي أعادت المؤسسة إصدارها الشهر الماضي. وستنشر أيضاً «زمن الخداع» لمحمد البرادعي و»حافظ التبغ» لعلي بدر و»يوتوبيا» لأحمد خالد توفيق و»فن النسيان» لأحلام مستغانمي و»فرتيغو» و»نساء الخليج» لأحمد مراد. تدير دار بلومزبري للنشر المؤسسة وتمولها دولة قطر، ومذ تأسيسها في نيسان (أبريل) الماضي أصدرت خمسين كتاباً، ونظمت مشاغل وزيارات أدبية شارك فيها مريد البرغوثي وسعاد العامري (فلسطينيان) وليلى أبو العلا (سودانية مقيمة في بريطانيا) وأهداف سويف (مصرية الأصل) ونجوى بركات (لبنانية) وإنعام كجه جي (عراقية) ورندا عبد الفتاح. وتموّل برنامج تدريب لطلاب قطريين في مكاتب بلومزبري في لندن. حصلت المؤسسة على حقوق الطبع الكاملة (ما عدا العربية والإيطالية) ل»القوس والفراشة» إحدى الروايتين الفائزتين بالجائزة الدولية للرواية العربية هذه السنة، ولرواية «ترمي بشرر» للكاتب السعودي عبده خال الفائز بالجائزة نفسها العام الماضي. وستصدر الروايتان بالإنكليزية عن المؤسسة السنة المقبلة. أغنت سيرة محمد الأشعري (60 سنة) روايته الثانية «القوس والفراشة» وهو قاص وشاعر ووزير سابق للثقافة ورئيس اتحاد الكتاب المغربيين سابقاً. يرصد ثلاثة أجيال من الأسرة نفسها بحث كل منها عن التغيير ولقي مصيراً قاتماً. يمضي الجد عقدين في ألمانيا ويعود بزوجة من بناتها قتل جدها في المغرب في الحرب العالمية الثانية. تفتن بالبلاد وتحاول الاقتراب من حياة جدها في موقعه الأخير، لكنها تكافأ على حب بلدها الثاني ومساعدتها أهله بالبغض والجفاء. يهجس زوجها بمجد أجداده الأمازيغ، ويبني فندقاً كبيراً يورّطه بالرشوة والاحتيال، وحين يدرك أنه يحب ديوتيما حقاً تطلق الرصاص على نفسها من قمة جبل تلقي منه نظرة واسعة وداعية على الأرض الجميلة. يطمع خصوم الزوج في السلطة بالفندق ويوقعون به فيخسر أمبراطوريته وبصره، ويتحول دليلاً سياحياً. يعود ابنه يوسف من ألمانيا ناقماً على والده الذي يؤمن أنه تسبب بموت والدته إن لم يكن قتلها بنفسه. يعمل صحافياً، ويؤدي انتماؤه اليساري إلى سجنه في الوقت الذي ينفض رفيق نضاله السابق أحمد مجد هموم المساواة والحرية والعدالة ويتاجر بالعقارات. يصبح ثرياً كبيراً يبني مباني عصرية حديثة خانقة تساهم في تقبيح المدينة، ويسرق بهية زوجة صديقه التي تصبح زوجته. ذات صباح يدفع أحدهم رسالة تحت باب منزله. «أبشر أبا ياسين، لقد أكرمك الله بشهادة ابنك». لا يفهم. يجهل أن ابنه الوحيد الذي كان يدرس الهندسة المعمارية في باريس اختار طريقاً مغايرة لوالده واعتنق التطرف الديني. قصد مع صديق أفغانستان وانضم إلى حركة طالبان. في أيامه الأولى من «الجهاد» حاول ثني الصديق عن الاستشهاد في مهمة انتحارية، لكن الانفجار يودي بالاثنين معاً. يحاول يوسف أن يفهم تغير الفتى والعالم حوله، وتتوج خسارته الكاملة بفقدان حاسة الشم الفائقة التي افتخر بها. تقابل «ترمي بشرر» للكاتب السعودي عبده خال ( 49 سنة) بين القاعدة الاجتماعية المعوزة والطارئ الذي يقهرها بحاجتها ويعديها بفساده. يصعق أهل حارة في جدة يعتاشون من الصيد حين يرتفع سور عند البحر ويغلقه أمام العيون. يوازي سكان «الحفرة» بين جحيمهم وجنة القصر الذي يرتفع ويزيد انسداد البحر أمامهم. يطمح الجميع بدخوله، ويوفر أحدهم وظائف لبعضهم خدماً وحراساً وقائد يخت وراعياً للكلاب. تعرض على الراوي وظيفة خاصة ولا يرى صاحب القصر إلا حين يمارسها. يستفيد الأخير من قدرة طارق فاضل الجسدية المميزة ليكسر رجولة أعدائه، ويعجز «الفحل» عن البقاء في مكان جريمته فيتذرّع برعاية عمته ليغادر القصر البغيض كل يوم وينام خارجه. فاضل فاوست عربي يشقيه بيع روحه، ويعجز عن الهرب أو القتال. يحاصره التقزز ويسحبه «لجوف الظلمة» وكان الجلاد والضحية في آن:» في كل حالات التعذيب التي مارستها ضد الآخرين كان ثمة جسدان وروحان، كل منهما يتعذب بصاحبه (...) كان الجلاد والمجلود مجذوبين لهاوية سحيقة، والروح تسحق وتذوب بينهما». يهجس بقتل صاحب القصر :»أحمل جثته في مخيلتي (..) وكل ليلة أقتله بطريقة مغايرة». يعجز عن الرفض، لإنه إما أن يُقتل أو يحاكم بتهمة الشروع في القتل. يلتقط السيد الصور لكل حفلة اغتصاب، ويعطي بطلها نسخة عنها، ويندم الراوي في ما بعد لأنه لم يبتزه بالصور لاستعادة حريته. يرضى سيد القصر باعتزال فحله بعد احتفال أخير كان كل ما فيه خطأ. الشخص، المكان، الوقت. ما أن شرع بالتعذيب حتى ارتفع آذان العشاء بصوت ندي «مخترقاً دواخلنا (...) عجزت عن انتشال روحي من أوحالها، وتنقيتها، فذبلت واهترأت وتمزقت».