أعلن موقع الجائزة العربية للرواية (بوكر) أمس فوز رواية "طوق الحمام" للروائية السعودية رجاء عالم بالجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر) 2011، مناصفة مع رواية "القوس والفراشة" للكاتب المغربي محمد الأشعري وهي المرة الأولى في تاريخ الجائزة تتقاسم فيها روايتان الجائزة. بفوز رجاء العالم تكون السعودية قد انفردت بالجائزة للمرة الثانية على التوالي. كان الأديب السعودي عبده خال بالجائزة العام الماضي . وتنتمي الكاتبة السعودية رجاء عالم إلى أحدث جيل من الروائيات السعوديات منذ ظهور الرواية في السعودية في النصف الثاني من القرن العشرين وتتسم اعمالها بالجرأة في الطرح والتناول. وأعلن رئيس لجنة التحكيم الروائي والناقد والشاعر العراقي فاضل العزاوي في حفل أقيم في العاصمة الإماراتية أبو ظبي مساء أمس "ان الروايتين رائعتان ومبدعتان، وتناقشان بشكل عقلاني ومنطقي مسائل وقضايا حساسة تخص منطقة الشرق الأوسط، وهي مشاكل شاهدناها مكتوبة على اللوحات خلال التظاهرات الأخيرة التي هزت المنطقة العربية بأسرها تطالب بالتغيير". وأشار إلى أن رواية القوس والفراشة تتناول موضوعي التطرف الديني والإرهاب من زاوية جديدة، تسلط الضوء على تأثيرات الإرهاب على المنطقة العربية أكثر من الغرب. أما "طوق الحمام" فتكشف عما تخفيه مدينة مكةالمكرمة من عوالم سرية تنضوي على المظاهر السلبية في حياة البشر، وخلف ستارها كمدينة مقدسة تقبع مدينة عادية تحدث فيها الجرائم وتعاني من الفساد والدعارة والمافيا التي يقودها المقاولون الذين يدمرون المناطق التاريخية في المدينة، وبالتالي يقضون على روحها؛ وذلك فقط من أجل الكسب التجاري. شاركت في المنافسة لهذا العام ست روايات وقامت لجنة التحكيم برئاسة فاضل العزاوي وعضوية أربعة أدباء ونقاد عرب وأوروبيين، باختيار الأعمال الفائزة بناء على القيمة الأدبية للرواية غض النظر عن جنسية صاحبها او ديانته او المنطقة التي أتى منها أو نوعه أو فئته العمرية. قيمة الجائزة 50 ألف دولار اقتسمت مناصفة بين الفائزين الأوائل، ونال كل أديب من الأدباء الذين ترشحوا جائزة مالية قيمتها 10 ألف دولار، إلى جانب تأمين عقود ترجمة لأعمالهم وخاصة إلى اللغة الإنجليزية. وفي السياق اعرب رئيس مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية ومؤسسة جائزة بوكر البريطانية جوناثان تايلور عن سعادته بهذا الإنجاز ووصف هذه الفترة بانها: " فترة مهمة جدا في تاريخ الرواية العربية، نشهدها اليوم تتبلور من خلال هذا الإعلان المهم، إنها المرة الأولى التي تقرر فيها لجنة التحكيم أن تمنح الجائزة لروايتين بدلا من واحدة تتفرد كل منهما بطرح مبهر". من جهتها، عبرت رئيس برنامج الثقافة والفنون في مؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي سلوى المقدادي عن سعادتها لفوز كاتبة عربية بالجائزة "إنه لفخر لنا أن نشهد فوز أول كاتبة بالجائزة إلى جانب كاتب آخر، ونحن في المؤسسة نؤكد على دعمنا المتواصل للجائزة كوننا الممول الأساسي لها، مشددين على أن المؤسسة لا تتدخل في شؤونها الإدارية أو اختيار لجنة التحكيم أو الأعمال الفائزة، مما يضمن استقلالية الجائزة وشفافيتها." تجدر الإشارة إلى إن الروايتان الفائزتان بالجائزة في الدورتين الأولى والثانية هما "واحة الغروب" لبهاء طاهر (2008) و"عزازيل" ليوسف زيدان (2009)، قد تم ترجمتهما إلى اللغة الإنجليزية من خلال دور نشر سيبتر "هودر آند ستوتن" و"أتلانتيك بوكس"، إلى جانب لغات عالمية أخرى، بينما يتوقع ان يتم الإعلان قريبا عن ترجمة رواية "ترمي بشرر" لعبده الخال، والتي فازت في دورة 2010.