دقت ساعة نهائي كأس ولي العهد السعودي، دقت ساعة الحسم، دقت ساعة الانتصار، دقت ساعة المعركة الكروية، دقت ساعة الكأس الذهبية، دقت ساعة الأبطال، دقت ساعة النصر، دقت ساعة «الأحلام المكية». «العاصمة» المقدسة تتزين للعرس الكبير، وتلبس ملابس «الفرح» الرياضي بعد أكثر من نصف قرن استعداداً للكأس الذي اشتاقت اليه كثيراً. أهالي مكة يتناسون مشاكلهم ومشاكل الأراضي «الغالية» والمشاريع «المتعثرة» والإزالات «العشوائية» الغير مدروسة والتعويضات «المتأخرة» ومؤسساتهم «المتراجعة» وناديهم الأدبي «النائم» وصحيفتهم «المتقهقرة» وجامعتهم «المتراجعة» وغرفتهم التجارية «الواقفة» ويخرجون فرداً فرداً، حارةً حارةً، شارعاً شارعاً، وزنقة زنقة ليعيشو لحظات النجاح التاريخية، الشوارع تستعد ل «رقصة» المزمار، الميادين تتأهب لاستقبال المحتفلين باللونين الأحمر والأبيض بعد «سنوات» عجاف لم تسمن ولم تغن من جوع. صانعو الفرح يجهزون «الطبول والطيران»، تجار «الحطب» يتأهبون لإشعال النيران «الاحتفائية». «الأحمر» يكتسح الميادين والبيوت والشوارع والمدرجات استعداداً لحدث كبير. الباصات التي اعتادت على نقل الحجاج والمعتمرين تغير جلدها لتحمل مشجعين تتشوق الدماء الحمراء في عروقهم لمعانقة انتصار أحمر طال انتظاره. توقفت عجلة الحياة في مكةالمكرمة عند النهائي الحلم، النهائي المنتظر، النهائي الكبير بين الوحدة والهلال. انطلقت الحناجر تلهج بالدعاء للفريق المكي بعد صلاة الجمعة في أرجاء «العاصمة» المقدسة، لا حديث يعلو على صوت الحدث. التذاكر تم بيعها جميعاً، ملعب «الشرائع» الممتلئ عن بكرة أبيه ينتظر البطل الأول في تاريخه. أهالي مكة يتشوقون لرؤية الكأس الذهبية الأولى التي تسلم في ملعبهم. الفريق الأحمر تم تجهيزه بجدية قصوى للنهائي، تم رفع المعدل اللياقي والروح المعنوية، والتدرب على التكتيك السري الذي سيسقط الزعيم، وتم تجهيز المصابين، أخيراً سيلعب الحارس عساف القرني الذي ظنّه الكثيرون يتهرب من نادية ليلعب لأحد الأندية الكبرى، وسيلعب علاء الكويكبي الذي تورط من دون قصد في المنشطات وخسره الفريق لمدة عام. سليمان أميدو وعبدالخالق البرناوي وأحمد الموسى والمغربي القديوي والبرازيلي كامبوس، جميعهم عادوا من الإصابات ليتجهزوا لصعود المنصة وحمل الذهب مع زملائهم تحت قيادة خالد الحازمي الذي سيسجل اسمه في تاريخ الذهب ليؤكد أنه القائد الأفضل، وأنه ما زال قادراً على العطاء والإنجاز. الدفاع الوحداوي الذي كان يشكل عبئاً وحملاً ثقيلاً وأسهم في تهديد الفريق بالهبوط في دوري زين تم ترميمه بالكامل، لن يسمح ماجد بلال لياسر القحطاني ولا للشلهوب بالمرور، سليمان أميدو سيمسح الكارثة التي ارتكبها قبل سنوات في مباراة الوحدة والاتحاد في المربع الذهبي والتي حسمها الحسن كيتا للاتحاد بهدية منه، هذه المرة أميدو سيثبت أنه ليس «مفلتاً» كما يقال عنه، وسيقف سداً منيعاً أمام هجمات زميله سابقاً الذي ركض خلف الملايين عيسى المحياني، وأمام الأشقر الخطير وليهامسون، المحترف الأردني سليمان سيثبت في المباراة أنه ليس «فاشلاً» كما يقال عنه، وسيبدع في المباراة وكذلك سيفعل ماجد الهزاني الذي سيرد بقوة على من اتهمه بأنه «انتهى»، وأنه «لاعب الدكة». مهند عسيري ومختار فلاته سيسجلان في المباراة النهائية ولن يضيعا أية فرصة سانحة أمام المرمى الأزرق ليؤكدوا أن من يقول عنهم إنهم «نجوم» من ورق لا يفهم في كرة القدم شيئاً. القديوي والراقي سيثبتان للجميع أن بلاد المغرب تصدر الحسن والجمال في كرة القدم أيضاً، وسيرقص كامبوس البرازيلي «السامبا» مع البرناوي الذي يجيد «المزمار». عبدالعزيز المنصور ووليد محبوب وسلمان الصبياني سيبعثون الاطمئنان في نفوس الوحداويين على مستقبل فريقهم، وسيؤكد المؤشر أنه صفقه «صاعدة» وليست هابطة. وسيؤكد «الكوتش» المصري مختار مختار أنه قادر على قراءة المباراة، ورسم التكتيك الأمثل ووضع الخطة الأنسب، وقراءة المباراة بالشكل الأنجح وبث الروح القتالية في فريقه، وسيثبت أنه «معلم» الكرة المصرية المقبل وأنه البديل الأمثل لحسن شحاته، الذي يرفضه أبناء الثورة المصرية، حاتم خيمي سينفي كل التهم والانتقادات التي يوجهها له دائماً الكاتب والإعلامي الرياضي عوض رقعان وسيرد بالأعمال على الأقوال، وسيبرهن أنه القائد الجنرال في الانتصارات وليس الهزائم، وسيفرح جمال تونسي كما لم يفرح من قبل ليكيد المشككين ويحرق الشامتين ويكوي الحاقدين ويثبت أنه هو الرئيس الذهبي كما كان يقول منذ زمن، وأنه هو الوحيد القادر على بث الفرح في قلوب محبي نادي الوحدة. أجواد الفاسي سيجمع الملايين للوحدة لينهي سنين الحاجة وسيقبر الفقر كما يقول الإخوة اللبنانيون، وسيتمكن من لمِ شمل الفرقاء الوحداويين وأعضاء الشرف المختلفين حول كل شيء والمتفقين على الاختلاف ولا شيء غيره، وسيستطيع إحضار جميع أعضاء الشرف الوحداويون إلى منصة الاحتفال بالكأس ليجلسوا جنباً إلى جنب خلف «أمير مكة». هنا سيكون مقعد مناحي الدعجاني رجل «مزايين» كرة القدم إلى جانب عبدالمعطي كعكي وحاتم عبدالسلام وإسماعيل دهلوي وعبدالوهاب صبان وطلعت تونسي وزياد فارسي وسعود القرشي. [email protected]