راوحت الازمة اليمنية مكانها في وقت تسعى المعارضة الى تنظيم اليوم تظاهرات ضخمة في «جمعة الاصرار»، والى محاولة تعديل المبادرة الخليجية لاجبار الرئيس علي عبدالله صالح التخلي عن الحكم خلال 15 يوماً. وفي المقابل يسعى انصار الرئيس الى مواجهة «انصار المعارضة» وحشد «غير مسبوق» في «جمعة الحوار» للتمسك برئاسته حتى انتهاء الولاية الدستورية في 2013. واستبعدت احزاب المعارضة، المنضوية في تكتل «اللقاء المشترك»، مشاركتها في محادثات الرياض المتوقعة غداً السبت، بين انصار الرئيس علي عبدالله صالح وخصومه، لحل الازمة وفق المبادرة التي أوردها بيان الاجتماع الوزاري الاخير لوزراء خارجية دول الخليج. واعلن التكتل تمسكه ببنود المبادرة الخليجية الاولى التي كشف مضمونها رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم، وتسلمتها المعارضة من سفراء دول خليجية في صنعاء. وقال قياديون أن أحزاب التكتل «ستتفاعل مع أي مبادرة تؤدي إلى تنحي الرئيس». واعتبروا ما صدر عن الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية دول الخليج الأحد الماضي في الرياض بياناً مكملاً للمبادرة الأولى خصوصاً أن المعارضة لم تتلق من سفراء الدول الخليجية اجابات عن التساؤلات التي طرحتها في شأن ما جاء في بعض بنود المبادرة الاخيرة، وعلى اعتبار أن السفراء غير مخولين بالرد أو ايضاح أي لبس. وجددت أحزاب المعارضة ترحيبها بالمساعي الخليجية لاحتواء الأزمة الراهنة. وقالت أنها «ستتفاعل مع أي جهد أو دور يؤدي إلى تنحي الرئيس صالح، استجابة لمطالب المحتجين والمعتصمين في ساحات التغيير والحرية في صنعاء ومختلف المحافظات والمدن». وترى أحزاب المعارضة أنها لا تستطيع التراجع أو القبول بما دون المطالب التي يرفعها المعتصمون والمحتجون في عموم اليمن، ومنها تنحي الرئيس صالح خلال فترة أسبوعين على أقصى تقدير. وكانت السلطة اختارت ممثليها للحوار مع المعارضة في الرياض السبت وجددت ترحيبها بالجهود الخليجية لإخراج اليمن من الازمة الراهنة، في إطار الدستور اليمني، من دون الإشارة إلى المبادرة الخليجية سواء في نسختها الأولى أو الثانية، الأمر الذي اعتبره السياسيون نوعاً من المناورة مع المعارضة، وإبقاء الباب مفتوحاً أمام الرئيس للموافقة أو الرفض في الوقت المناسب. وتحدثت مصادر سياسية عن المساعي التي يبذلها سفراء خليجيون مع السفير الأميركي لإقناع المعارضة بالسفر إلى الرياض والاجتماع مع ممثلي الرئيس برعاية خليجية وضمانات اميركية وأوروبية من اجل الحوار وطرح مختلف القضايا والوصول إلى نقاط اتفاق مشتركة ترضي الطرفين. واستعداداً ليوم غد يحشد حزب المؤتمر الشعبي العام (الحاكم) أنصار الرئيس للتظاهر في «جمعة الحوار» في ميدان السبعين لدعم الدعوة إلى الحوار بين طرفي الازمة والتمسك ببقاء علي صالح في الحكم حتى نهاية فترته الرئاسية العام 2013. وقالت مصادر حكومية أن الرئيس وحزبه يسعيان الى جمع أكبر حشد من المؤيدين. في المقابل دعا شباب الثورة والتغيير اليمنيين الى التجمع في ميادين وساحات الحرية والتغيير والمشاركة في «جمعة الإصرار». وأكدوا أن اليوم الجمعة سيشهد حضوراً جماهيرياً «غير مسبوق»، لتأكيد التمسك بمطالب الثورة الأساسية، المتمثلة في سقوط النظام ورحيل الرئيس صالح.