أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) أندرس فوغ راسموسن أن اجتماع وزراء خارجية الحلف في شأن ليبيا، في برلين أمس، أكد أن دوله ستعزز الضغط العسكري على نظام العقيد معمر القذافي وتبقيه إلى حين تنفيذ مجموعة من الأهداف التي يسعى إليها الحلف بناء على التفويض الذي منحه إليه مجلس الأمن لحماية المدنيين الليبيين من قوات القذافي. وعدد راسموسن أهداف الحلف بالآتي: 1- انتهاء كل الضربات والتهديدات من نظام القذافي على المدنيين. 2- إعادة النظام الليبي كل قواته العسكرية إلى الثكنات وسحبها من المدن والمناطق الشعبية وسحب القناصة وذلك في شكل يتم التأكد منه. 3- على النظام الليبي أن يتيح فوراً وصول المساعدات إلى كل سكان المدن المحاصرة في ليبيا. وأشار راسموسن إلى أن الدول ال 34 التي تشارك في العمليات العسكرية في ليبيا ملتزمة بقوة تنفيذ هذه الأهداف لأن «علينا حماية المدنيين من الديكتاتور الوحشي، ولن نقف متفرجين أمام نظام فقد صدقيته وشرعيته ويستخدم القناصة ضد سكان بلده». وأضاف أن العمليات العسكرية مستمرة قرب مصراتة وخارج طرابلس، لافتاً إلى أن تغيير القذافي التكتيك على الأرض الذي يجعله يستخدم السلاح الثقيل في المناطق الآهلة بالسكان يقتضي المزيد من الطائرات ذات القدرة القتالية الدقيقة لحلف «الناتو». وتابع أن الضغط العسكري سيزداد وان الحلف أيّد الإعلان الذي أصدرته لجنة الاتصال حول ليبيا عقب اجتماعها في قطر، في شأن ضرورة رحيل القذافي عن الحكم. وذكر أن قوات الحلف حصلت على مزيد من المقاتلات ذات القدرة القتالية الدقيقة بما يتيح مواجهة التكتيك الجديد للقذافي. وجاء إعلان أمين الحلف الأطلسي في وقت دعت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بعد اجتماعهما أمس في برلين الزعيم الليبي القذافي إلى التنحي عن السلطة، وذلك على هامش الاجتماع الذي بدأه وزراء خارجية الدول الأعضاء في حلف «الناتو ويستمر يومين في العاصمة الألمانية لمناقشة الوضع في كل من ليبيا وأفغانستان والعلاقات مع روسيا. وقالت مركل في لقاء مشترك مع الصحافيين في مقر المستشارية: «هذا الهدف (التنحي) هو الهدف الذي يوحدنا»، مشددة على ضرورة تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي «وتمهيد الطريق لتحقيق تطوّر حر في ليبيا». وبدورها أكدت كلينتون أن واشنطنوبرلين تتبعان سوياً «هدف إنهاء نظام القذافي في ليبيا، ونحن نسهم بنظرة متنوعة في تحقيق هذا الهدف». ولم تشر مركل أو كلينتون إلى مسألة توسيع محتمل للمهمات العسكرية للحلف الأطلسي على اعتبار أن الموضوع المختلف حوله بين بريطانيا وفرنسا من جهة، وبين قيادة الحلف ودول أخرى فيه من جهة أخرى، سيناقش على مدى يومين من جانب وزراء خارجية الحلف. واكتفت مركل بالقول: «سنتحدث عن كيفية الاستفادة من الإمكانات العسكرية ومن (إمكانية) عملية سياسية». ولا تزال ألمانيا ترفض في شدة أي مشاركة عسكرية مع حلفائها في ليبيا. وأثار امتناعها عن التصويت في مجلس الأمن على قرار تأمين حماية عسكرية للمدنيين في ليبيا خلافات بينها وبين أكثر من دولة حليفة لها، بخاصة فرنسا. لكن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه نفى بعد اجتماع عقده أمس مع ضيفه الألماني وزير الخارجية غيدو فيسترفيلي أن يكون الخلاف حول الموقف من ليبيا اثّر على العلاقات الثنائية. وافتتح فيسترفيلي بعد ظهر أمس اجتماع وزراء خارجية حلف «الناتو» في مقر وزارة الخارجية. ويشارك وزراء خارجية دول من خارج الحلف بينها الأردن وقطر والمغرب والإمارات. وفي كلمة ترحيبية موجزة افتتح بها اجتماع الحلف قال الوزير الألماني إن الحلف «أكثر من تحالف عسكري، إنه مجتمع قيم». وألقى راسموسن كلمة دافع فيها بشدة عن المهمة العسكرية التي يقودها الحلف في ليبيا ضد انتقادات من داخله في تلميح ضمني إلى فرنسا وبريطانيا بصورة خاصة اللتين انتقدتا الحلف وطالبتا بتصعيد العمليات العسكرية ضد قوات نظام القذافي.