شهدت العاصمتان الألمانية والمصرية، أمس، حركة دبلوماسية مكثفة خلال اجتماعين حاشدين لمناقشة الأزمة الليبية والبحث عن حلول. ودعا اجتماع دولي عقد في القاهرة إلى «حل سياسي» للنزاع وإلى وقف إطلاق نار فوري يفتح الباب أمام حوار «يشمل جميع الأطراف» من أجل مرحلة انتقالية تفتح الطريق أمام إقامة نظام دستوري ديمقراطي في ليبيا. وفي برلين، أعلن الأمين العام لحلف الأطلسي أندرس راسموسن أن الحلف سيواصل عملياته في ليبيا للدفاع عن المدنيين، لكنه يحتاج إلى مزيد من الطائرات للقيام بمهمته على أكمل وجه. دعا اجتماع دولي عقد في القاهرة بمشاركة الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي ومنظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية إلى «حل سياسي» للنزاع الليبي. وجاء هذا الاجتماع غداة تأكيد مجموعة الاتصال حول ليبيا التي اجتمعت في العاصمة القطرية الدوحة، أمس الأول، على ضرورة رحيل الزعيم الليبي معمر القذافي لبدء عملية سياسية تحل الأزمة في البلاد، وإعلانها إنشاء صندوق لدعم المعارضة الليبية. كما جاء لقاء القاهرة قبيل اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي الناتو بالعاصمة الألمانية برلين وسط تزايد الخلافات بشأن سير التدخل العسكري في ليبيا. وأوضح دبلوماسي حضر الاجتماع أن هناك خطة «تهدف إلى إقناع القذافي بترك السلطة» على أن يشارك ممثلون عنه في الحوار الوطني الذي سيجرى في حالة التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وقال الناطق باسم رئيس الاتحاد الإفريقي نور الدين مازني إنه «من بين الأفكار التي طرحت للمناقشة خلال الاجتماع إيجاد آلية لوقف إطلاق النار وإمكانية نشر قوة دولية لضمان تنفيذ ذلك». وفي برلين، أعلن الأمين العام لحلف الأطلسي أندرس راسموسن أن الحلف سيواصل عملياته في ليبيا للدفاع عن المدنيين، لكنه يحتاج إلى مزيد من الطائرات للقيام بمهمته على أكمل وجه. وقال عقب غداء عمل لوزراء خارجية الحلف خصص للأزمة الليبية «سنفعل كل ما يتوجب، ليس بالأقوال فحسب بل أيضا بالأفعال»، مؤكدا أن الحلف قام بألفي مهمة منذ توليه العمليات، 31 مارس الماضي. وكانت فرنسا وبريطانيا أعلنتا أنهما ستطلبان من الحلفاء الآخرين «تكثيف» الغارات على قوات معمر القذافي من خلال تقديم طائرات إضافية والسماح لها بالمشاركة في الضربات. وأكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في برلين أن أمريكا ستدعم بقوة عملية الحلف الأطلسي في ليبيا حتى تنحي الزعيم معمر القذافي عن الحكم. ودعا وزير الخارجية الليبي عبدالعاطي العبيدي في قبرص إلى «حل سياسي» للنزاع في ليبيا، كما ذكر نظيره القبرصي ماركوس كيبريانو بعد لقاء استمر ساعة في نيقوسيا أكد خلاله العبيدي مجددا «التزام بلاده بوساطة الاتحاد الإفريقي ورغبته في التوصل إلى حل سياسي للنزاع». وقال الوزير القبرصي الذي تعارض بلاده التدخل العسكري في ليبيا إنه سيبلغ نظراءه في الاتحاد الأوروبي ووزيرة خارجية الاتحاد كاثرين آشتون بمضمون محادثاته مع العبيدي، الذي لم يدل بأي تصريحات. ميدانيا، سمع دوي انفجارين قويين في قطاع باب العزيزية وسط العاصمة طرابلس حيث مقر إقامة القذافي إثر تحليق طائرات على ارتفاع منخفض. وتلا ذلك دوي مضادات أرضية. وتجدد القتال في مدينة مصراته غرب ليبيا. وقال متحدث إن قوات القذافي أمطرت المدينة بالصواريخ ما أسفر عن سقوط 23 قتيلا بينهم أربعة مصريين. وأضاف أن القوات الموالية للقذافي مستمرة في اطلاق القذائف. كما أن هناك تبادلا عنيفا لإطلاق النار بين الطرفين في أجدابيا .