أعلن ناطق باسم ثوار ليبيا أن مدينة مصراتة تعرضت فجر الخميس لقصف وحشي خاصة بصواريخ «غراد» من كتائب الزعيم الليبي معمر القذافي وسقط نحو 23 قتيلا، بينهم 3 إلى 5 مصريين من العالقين في المدينة المحاصرة على بعد 200 كلم شرق طرابلس. ثوار يدفنون جثثا لجنود القذافي قتلوا في غارات الناتو حول أجدابيا AFP ونقلت رويترز عن جمال سالم متحدثا باسم المعارضة المسلحة أن القتلى مدنيون ومعظمهم من النساء والأطفال. ونقل مراسلون عن مصادر الثوار تحذيرهم من مجزرة أكبر ستتعرض لها مصراتة في غياب تدخل الناتو جوا ضد كتائب الموت القذافية. أما مدينة أجدابيا فقد سادها الهدوء نهار الخميس بعد أن تمكن الناتو من قصف قوات القذافي خلال ليل الأربعاء الخميس. في هذه الأثناء، أعلن الاتحاد الاوروبي أنه يريد رحيلا فوريا للقذافي. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين أشتون للصحفيين في ختام اجتماع دولي عقد في مقر الجامعة العربية حول ليبيا: إن «موقف الاتحاد الاوروبي واضح جدا، على العقيد القذافي أن يتنحى فورا». وحثت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون حلف شمال الاطلسي (الناتو) على الحفاظ على وحدة الصف في مواجهة «محاولات القذافي لاختبار عزيمة» الحلف في حملته الجوية على ليبيا. وقالت كلينتون في كلمة معدة لاجتماع وزراء خارجية الناتو في برلين وسط مؤشرات على وجود توتر داخل الحلف: «مع استمرار مهمتنا تزداد أهمية الحفاظ على عزيمتنا ووحدتنا. القذافي يختبر عزيمتنا». وفي مقر الاستشارية في برلين، أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ووزيرة الخارجية الأمريكية مطلبهما بتنحي معمر القذافي. وقالت ميركل عقب اجتماعها مع كلينتون «هذا هو الهدف الذي يوحدنا». كما أدلت كلينتون بتصريحات مماثلة ، حيث قالت: «إننا نتبع سويا هدف إنهاء نظام القذافي في ليبيا ، ونسهم بنظرة متنوعة في تحقيق هذا الهدف». قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون في ختام اجتماع دولي عقد بمقر الجامعة العربية حول ليبيا: إن «موقفنا واضح جدا، على العقيد القذافي أن يتنحى فورا». وحثت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون حلف شمال الأطلسي (الناتو) على الحفاظ على وحدة الصف في مواجهة «محاولات القذافي لاختبار عزيمتنا». وجاءت تصريحاتهما قبيل اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي أمس في برلين لمناقشة العملية العسكرية التي يقودها في ليبيا. واتفق الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الأربعاء، على زيادة «الضغط العسكري» على معمر القذافي، حسب ما أعلنت الرئاسة الفرنسية بعد محادثات بينهما في قصر الأليزيه عشية اجتماع الأطلسي. وقال المصدر: إن الرجلين وافقا على زيادة «الضغط العسكري» على النظام الليبي الذي يواصل «الحرب على شعبه». وأشار الإليزيه إلى أن «جميع الوسائل يجب أن تستعمل». وقال مصدر فرنسي: «من المهم أن يظهر الائتلاف عزمه التام على حماية المدنيين وكسر الحصار الذي يعود إلى القرون الوسطى، المفروض على مصراته والزنتان (غرب) والعمل على إعادة كتائب القذافي إلى ثكناتها». وشارك في اجتماع الأليزيه وزيرا الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه والبريطاني وليام فوكس. وجاء هذا اللقاء بعدما شددت مجموعة الاتصال المكلفة القيادة «السياسية» للعملية العسكرية على ليبيا على ضرورة تنحي معمر القذافي للتوصل إلى تسوية في ليبيا وقررت خلال اجتماعها الأربعاء في العاصمة القطرية الدوحة، وضع آلية مالية لمساعدة الثوار. وكان كاميرون صرح لشبكة سكاي نيوز البريطانية في باريس قبل لقائه ساركوزي «سنبذل ما في وسعنا عسكريا ودبلوماسيا وسياسيا لتطبيق قرار الأممالمتحدة» الرقم 1973. وأكد كاميرون أن فرنسا وبريطانيا تريدان «فعلا الضغط على القذافي ووضع حد لمواصلة قتله المدنيين في شكل رهيب». وتابع: «ما يفعله القذافي في مصراته (غرب ليبيا) فظيع. لكن الحلف الأطلسي قام بأمور. لقد دمرنا عشرات الدبابات ومصفحات أخرى حول مصراته. إننا نتحرك». وتأتي الأمور على نحو مغاير في جهة أخرى من العالم، فمن بكين دعت قمة الدول الناشئة الكبرى الخمس إلى تفادي استخدام القوة في ليبيا وفي دول الشرق الأوسط الأخرى، كما دعت إلى إصلاح الأممالمتحدة «في العمق». والتقى الرئيس الصيني هو جينتاو، الخميس، مع نظرائه البرازيلية ديلما روسيف والروسي ديمتري مدفيديف والجنوب افريقي جاكوب زوما ورئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ في منتجع سانيا السياحي في أقصى جنوب الصين لعقد قمة قصيرة تتسم بالتوافقية انضمت اليها جنوب افريقيا لأول مرة. وحرصت القوى الناشئة الخمس المعروفة بمجموعة «بريكس» والتي تمثل 40% من سكان العالم و18% من إجمالي الناتج الداخلي العالمي على إظهار وحدة صفها بشأن المسائل الدولية الكبرى وإثبات وزنها المتزايد في العالم. وفيما يتعلق بالوضع في الشرق الأوسط وليبيا وساحل العاج، أكدت الدول في إعلان سانيا «إننا نلتقي على المبدأ الداعي إلى وجوب تفادي استخدام القوة» بدون الإشارة صراحة إلى الضربات التي يشنها الحلف الأطلسي في ليبيا. وجنوب افريقيا هي الدولة الوحيدة من المجموعة التي صوتت على قرار الأممالمتحدة الذي أتاح شن ضربات جوية في ليبيا، فيما امتنعت الدول الأربع الأخرى وفي طليعتها الصين وروسيا العضوان الدائمان في مجلس الأمن عن التصويت على القرار خشية وقوع ضحايا مدنيين في القصف. كما تطرقت الدول الخمس إلى مسألة إصلاح الأممالمتحدة فدعت إلى «إصلاح في العمق» ولا سيما في مجلس الأمن «لجعله أكثر فاعلية وتمثيلا» ولكن بدون الخوض في التفاصيل إذ لا تدعم الصين طلب البرازيل والهند بشغل معقد دائم في المجلس.