أكد ساحر الكرة الوحداوية في زمانه وأحد أبرز أسماء الجيل الذهبي لفرسان مكة حسن دوش أن الفريق الوحداوي سيحقق كأس ولي العهد من أمام الهلال يوم غدٍ في الشرائع في حال حضور روح الوحدة الحقيقية واللعب بإخلاص وقتالية وأداء رجولي من اللاعبين طيلة شوطي اللقاء، وقال في تصريح خاص ل«الحياة»: «إذا حضرت روح الوحدة في النهائي بالتأكيد «حنجيب خبرهم»، وعلى رغم أن فريق الوحدة يمر بظروف صعبة هذه الأيام، وتباين في الأداء الفني العام، وتراجع في جدول الترتيب، ولكنه عندما يلعب على أرضه وبين جماهيره دائماً ما يكون في أفضل حال، وتذوب الفوارق الفنية بفعل الروح المعنوية العالية والقتالية على الكرة، وفي ملعب الشرائع الذي سميناه «الحفرة» ستكون النهاية وحداوية سعيدة، وسنعيد ذكريات وحدة الزمن الجميل وحدة ما يغلبها غلاب، بشرط أن يعي اللاعبون أن كرة القدم تعطي من يعطيها، وأنه لا فرق بين الوحدة والهلال طالما أن الطموح مشترك بتحقيق اللقب الغالي وأن الفريقين متساويان عددياً 11 في مقابل 11 لاعباً». وأضاف: «الهلال لم يأتِ من كوكب آخر، وصحيح أنه يمتلك نخبة رائعة من اللاعبين المميزين وفي مقدمهم محمد الشلهوب الذي أعتبره روح الهلال، إلا أنه مثل بقية الفرق الكبيرة التي يحصل لها دروب، وشاهدنا كيف خسر من الفريق الإيراني على أرضه وبين جماهيره في الرياض، ولذا فالنهائي لا يخضع لمقاييس فنية، والفريق الذي يتعامل مع المباراة بشكل جيد فحتماً سيكسب الكأس، وأعيد وأكرر أن الوحدة إذا حضرت روح لاعبيه في الملعب سيكون عريس النهائي وسنطوي لهيب صفحات السنوات العجاف التي لم نحقق فيها أي بطولات أو إنجازات ذهبية». وتطرق أول محترف في الرياضة السعودية حسن دوش عن الماضي قائلاً: «لعبت للوحدة وعمري لم يبلغ الأربعة عشر عاماً، وذلك تقريباً في العام 1374ه، أيام رئاسة أحمد قاروت يرحمه الله، ثم مرت الأعوام وبسبب خلافات بين أعضاء النادي وبالذات بين كامل أزهر والإدارة الجديدة التي يرأسها محمد سالم غلام يرحمه الله غادرت بعد نهاية موسم عام 1382ه إلى جدة وسجلت في الاتحاد مع أخذ كلمة شرف من الاتحاديين وهي أنه متى أردت العودة للوحدة فلي الحق في ذلك، ومع قدوم إدارة عبدالله عريف إلى النادي لانتشاله من الخلافات الحادثة بين الأعضاء وبعضهم بعضاً كلّم العريف الرئيس السابق والأب الروحي لي كامل أزهر بشأن عودتي للنادي، وخاطب أزهر إدارة الاتحاد التي كان يرأسها يوسف الطويل وذكّرها بالوعد فأوفت به وأرجعتني لداري الأول الوحدة، وهنالك قصة مثيرة مهدت طريقي كثيراً للعودة وهي أن سيارتي كانت في الورشة وتحتاج إلى (توضيب)، وأعطاني أزهر مبلغ 400 ريال فقط فكانت بمثابة مقدم الانتقال الذي حسم الأمور نهائياً وأعادني لأروقة نادي الوحدة، كما لا أنسى وقفة العم سالم سجيني الذي كان يعطيني البنزين من حسابه الخاص عن طريق كارت أذهب به إلى محطة عاشور بجانب النادي القديم». وتحدث الدوش عن الهدية التي تلقاها من الأمير عبدالله الفيصل: «لعب فريقي الوحدة مباراتين في ملعب ساحة إسلام عام 1379ه مع فريق الوحدة المصري، وكان به عمالقة من لاعبي الكرة المصرية، ومنهم ثعلب الكرة المصرية الضظوي، وأبدعت في المباراة الأخيرة التي كانت في حضور أمير مكةالمكرمة الأمير متعب بن عبدالعزيز وراعي الرياضة آنذاك الأمير عبدالله الفيصل، وسحبت الضظوي كثيراً وضحكت عليه الجماهير حتى أخذ التراب ورماه في وجهي من القهر، وبعد المباراة صافح الأميران لاعبي الوحدة جميعاً وباركا لهم تشريفهم المملكة وعندما سلّمت على الأمير عبدالله الفيصل ضمني إليه وقبلّني بشدة وأعطاني ساعة فاخرة أمام الجماهير التي صفقت كثيراً لهذه البادرة الرائعة». وعن بطولات الوحدة قال: «حققنا كأس الملك في العام 1386ه بعدما فزنا في جميع مبارياتنا وتعادلنا في مباراة واحدة ولم ننهزم قط، وحققنا الكأس من أمام الاتفاق في النهائي الذي لا ينسى في العام 1386ه، وفي هذه المباراة كان لاعب الاتفاق الشهير والمدرب القدير خليل الزياني حاضراً في اللقاء، وكان معي في منتصف الميدان زميلي كريم المسفر، وقلت له إذا راقبني الزياني فلا تخف عليّ، وإذا راقبك خُذه على الطرف، وبالفعل راقب الزياني كريم المسفر وسحبه على الطرف، وخلت لي منطقة المناورة وصنعت الهدف الأول للمهاجم جميل فرج، وهيأت كرة الهدف الثاني لزميلي عبدالله أبو يمن وخرجنا كاسبين اللقاء بهدفين من دون مقابل ومشينّاها على الزياني وحصدنا الكأس الغالية، كما حققنا كأس الشهداء في العام 1389ه، وهي آخر بطولة أسهمت في تحقيقها قبل أن أعتزل لعبة كرة القدم وأطوي مشواري الرياضي في العام 1392ه بعد وصولي لسن الخامسة والثلاثين عاماً».