عاد فريق الوحدة من جديد إلى منصات التتويج بعد غياب دام أكثر من 46 عاما عن البطولات، وبالتحديد منذ العام 1386ه عندما حقق كأس الملك للمرة الثانية والأخيرة في عهد رئاسة عبدالله عريف بتغلبه على الاتفاق بهدفين نظيفين في المباراة التي أقيمت على ملعب ساحة إسلام في مكةالمكرمة، والذي يعتبر أول ملعب يتم تأسيسه في المملكة قبل ملعب الصبان في جدة والصائغ في الرياض، وكانت المرة الأولى التي يتوج فيها الفرسان بلقب على مستوى المنافسات الرسمية في عام 1377ه بفوزه على الاتحاد برباعية نظيفة، وكان ذلك أبان رئاسة كامل أحمد أزهر (يرحمه الله) والذي يعد أول رئيس للنادي يحقق بطولة. من جانبه، أوضح ل«عكاظ» المهندس جمال كامل أزهر عضو شرف نادي الوحدة ونجل الرئيس الذهبي الراحل، أن النهائي الذي سيجمع فريقه بالهلال بعد سنين عجاف، أعاد للذاكرة اللحظات الجميلة التي عاشها الوحدة في سنواته الذهبية، معتبرا إقامة المباراة النهائية في مكةالمكرمة لمسة وفاء لهذه المدينة التي تعتبر أساس انطلاق الرياضة في المملكة من خلال استضافتها لمناسبات سابقة على أول ملعب تأسس في الوطن «ساحة إسلام»، مشيدا بجهود أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل لحرصه وإصراره على إقامة النهائي في العاصمة المقدسة، كذلك بموافقة الرئيس العام لرعاية الشباب على ذلك، وبين جمال أزهر أن مهمة الفرسان أمام الهلال ليست مستحيلة إذا ظهر الفريق بروح عالية وقتالية واستشعر أهمية الحدث الذي سيعيد أمجاد النادي وتاريخه المضيء، كما أنه سيسترجع سيناريو غاب عن أبناء مكة 40 عاما، حينما كانت كأس الملك الذهبية التي حققها فريق الوحدة مرتين تطوف بيوت مكةالمكرمة وتشرب فيها الأسر المكاوية ماء زمزم، ممتدحا في ذات الوقت فريق الهلال وتاريخه وإنجازاته، وطالب أزهر جماهير مكة بالتواجد الكثيف في المدرجات مع تشجيع مثالي يليق بسمعة الموقعة والفريقين. فيما ذكر نجم الوحدة السابق طلعت كامل أزهر الابن الأكبر للرئيس الوحداوي الراحل كامل أزهر، أن لعبة كرة القدم اختلفت في هذا العهد والكل يعرف أن فريق الوحدة ابتعد عن تحقيق الذهب بسياسة بيع عقود اللاعبين، ولو نظرنا بتمعن في الأندية المنافسة للوحدة بما فيها الهلال الذي سيواجهنا في نهائي كأس ولي العهد لوجدنا أن 10 نجوم أكفاء تم توزيعهم على الأندية المنافسة لقلة المادة، ولأن كل رئيس يأتي لا يجد موردا ماديا يقوم ببيع عقود أبرز النجوم ومن هنا بدأت المشكلة، ولهذا السبب ابتعدت الوحدة 40 عاما عن تحقيق البطولات، وتمنى طلعت أن يوفق فريقه في لقاء الليلة أمام الهلال ويسجل عودة حميدة للوحدة على ساحة البطولات. بدأ بماء البحر ومدرجات أسمنتية ملعب ساحة إسلام من معَلم رياضي إلى مجمع تجاري و تعليمي عبد الله القرشي مكةالمكرمة يعد ملعب ساحة إسلام في مكةالمكرمة من المعالم الرياضية البارزة منذ عام 1375ه، قبل أن يتحول إلى مشروع لمدارس الفلاح قبل عدة سنوات، ويروي نجم فريق الوحدة السابق سليمان بصيري بداية التدريبات ولعب المباريات على هذا الملعب العريق، حيث ذكر أنه قبل الانتقال لمعلب ساحة إسلام كان الفريق الوحداوي يمارس تدريباته على أرض تبرع بها حسين عرب «رحمه الله» في حي النزهة والتي تقابل مباشرة منزل رئيس النادي السابق عبدالله عريف رحمه الله، ثم قام إبراهيم إسلام بالتبرع بأرضه وتم تشييد ملعب عليها وتسويرها وعمل مدرجات أسمنتية للجماهير وغرف خاصة لتبديل الملابس وبعض المرافق الضرورية، وكان يتبرع الشيخ إبراهيم إسلام بدخل المباريات لنادي الوحدة لإتمام هذا المشروع، إذ كانت تذاكر دخول المباريات في ذلك الوقت في حدود ريالين، أما المكان المخصص وما يسمى حاليا بالمنصة بسعر 10 ريالات، وكانت بداية ممارستنا اللعب على هذا الملعب في سنة 1375 ه، واستضاف حينها مباراتين وديتين أمام فريق العلمين أو الشباب وكلاهما من مكة، ثم لعبنا أولى مبارياتنا الرسمية أمام فريق الثغر الأهلي حاليا، وأتذكر أننا لعبنا على ملعب ساحة إسلام مباراتين أمام فريق الأهلي المصري وتعادلنا فيها إيجابا بهدف لمثله، سجل هدف الوحدة محمد لمفون وهدف الأهلي المصري صالح سليم، ثم كسبنا على هذا الملعب منتخب باكستان بستة أهداف، ويذكر البصيري عددا من النجوم الذين لعبوا على هذا الملعب من الوحدة أمثال: حسن دوش، سعيد لبان، لطفي لبان، محمد لمفون، كريم المسفر، جميل فرج، دخيل عواد، عبدالله أبو يمن، محمود أبو زيد، أسعد ردنة، محمود أبو داود، علي داود، أحمد الأوزة، عبدالوهاب عركي، الحاج بوسعيد، فؤاد الخطيب، وعبدالرحمن الجعيد، ومن الأندية الأخرى سعيد غراب، النور موسى، عبدالمجيد كيال، القملى، تركي بافرط، أبو غنم، عبدالحفيظ مرغني، الكاتلوج، الصومالي، علي حمزة، غازي ناصر، مبارك عبدالكريم، عبدالرحمن الموزان، الدبلي، والأجانب التوأم جبارة الله وحربي وجربان وجنجا ودردك وآخرون قد لا تسعفني الذاكرة لذكر أسمائهم، فيما كان من أبرز المشجعين لنا في ملعب ساحة إسلام وفي خارجه محمد عبسة وأبونبوت فأصواتهما الجهورية تتعالى في الملعب من دون مايكروفونات، ولا أنسى بائع الفصفص لا أتذكر اسمه كان يضحكنا بقفشاته عندما يكون بين الجماهير ودائم الحضور في التدريبات والمباريات، ويذكر البصيري أن أرضية الملعب الترابية كانت ترش بماء مالح يجلب من البحر حتى تتماسك التربة ولم نكن نعرف في ذلك الوقت الإصابات التي يعاني منها اللاعبون في الوقت الراهن، وذلك بفضل من الله ثم بفضل التغذية السليمة التي كنا نتناولها قبل وبعد التدريبات مع الانتظام في النوم المبكر جدا. وحداوي ينذر بجمل في حالة فوز الفرسان علي فقندش جدة مشجع وحداوي وعضو شرف في النادي ينذر على نفسه في حالة فوز الوحدة بكأس ولي العهد أن ينحر جملا وذلك لكسر النحس والعين التي تصيب الوحدة دائما، ووعد بوليمة دسمة لجميع زملائه في المطار وأن تكون هذه السنة فال خير وتكون بداية الإنجازات التي لن تنقطع، أما في حالة فوز الهلال سوف يقول له مبروك ومن حسن الحظ أن النهائي في مكةالمكرمة «أم القرى» وهذا إنجاز بحد ذاته، ونطلب من الله أن لا يحرمنا حتى نصل للتتويج وأن نكون دائما في القمة.