طرابلس، أجدابيا - أ ف ب، رويترز، أ ب - استمرت الضربات الجوية الغربية ضد أهداف تابعة لقوات العقيد معمر القذافي، في حين قال الثوار إنهم يحققون تقدماً على الأرض في القتال الشرس الذي تدور رحاه في مدينة مصراتة المحاصرة شرق العاصمة الليبية. وقال شهود إن دويّ انفجارين شديدين سُمع أمس في غرب طرابلس، وإن العديد من سكان أحياء العاصمة شعروا بهما. وقال سكان إنهم سمعوا هدير طائرتين تحلقان فوق المدينة قبل الانفجارين، غير انه لم يكن بإمكانهم تحديد المواقع المستهدفة بدقة. لكن شهوداً آخرين قالوا إن منطقة عسكرية قريبة من مطار طرابلس كانت هدف الضربة. وقالت وكالة الأنباء الليبية الرسمية في وقت سابق إن قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) نفّذت الأربعاء غارات جوية على مصراتة والعزيزية (غرب) وسرت مسقط رأس العقيد القذافي، على بعد 600 كلم شرق طرابلس. وقال التلفزيون الليبي في خبر عاجل إن مواقع عدة في مدينة سرت تعرضت للقصف خلال «العدوان الاستعماري الصليبي»، وذكر أن حكومتي قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة تمولان الصواريخ والقنابل «الصليبية» التي تلقى على الليبيين. في غضون ذلك، نقلت وكالة «رويترز» في تقرير مصدره بيروت عن معارضين ليبيين أن قتالاً شرساً دار في وسط مصراتة وعلى الجانب الشرقي من المدينة الساحلية. وقال الثوار إنهم يحرزون تقدماً ضد قوات الحكومة. وذكر ناطق باسم المعارضين قال إن اسمه جمال سالم: «اليوم يبدو جيداً. المعارضة تحرز تقدماً في الاشتباكات ويمكننا رؤية أعمدة من الدخان المتصاعد من عدد من مواقع القوات (الحكومية)». ومن أجدابيا في شرق ليبيا نقلت وكالة أسوشيتد برس عن الثوار الليبيين مناشدتهم حلف شمال الأطلسي أن يوجّه ضربات جوية جديدة ضد قوات القذافي وأعربوا عن أملهم بأن التطورات الحاصلة ستسمح لهم بالتقدم في اتجاه الأراضي الخاضعة لسيطرة القذافي. وقال محمد إسماعيل تاجوري (45 سنة) وهو رجل أعمال من بنغازي التحق بالثوار، إن حضور وفد المجلس الوطني الانتقالي مؤتمر الدوحة أمس يمثّل اعترافاً دولياً بالمعارضين الليبيين. وقال: «إننا فخورون بهذا ... هذا التطور السياسي جيّد فعلاً للثوار ولكن نظام القذافي ليس طبيعياً. إنه (الزعيم الليبي) إنسان دموي، لن يرحل حتى يسفك الدم». نفي طرد صحافيين على صعيد آخر، نفت الحكومة الليبية تقريراً لمنظمة تدافع عن الصحافيين اتهمها بطرد 26 صحافياً أجنبياً. وقال مسؤولون إن الصحافيين غادروا البلاد بسبب انتهاء مدد تأشيراتهم ويمكنهم تقديم طلبات للعودة. وكانت مجموعة «صحافيون بلا حدود» قالت الأسبوع الماضي إنها تشعر بالغضب في شأن «الطرد الجماعي» لستة وعشرين صحافياً كانوا ضمن مجموعة من المراسلين الأجانب يعملون انطلاقاً من فندق في طرابلس بدعوة من الحكومة الليبية. وقالت الهيئة العامة للإعلام الخارجي التابعة لوزارة الخارجية الليبية أمس تعليقاً على تقرير المنظمة، إن الحقيقة هي أن هؤلاء الصحافيين الستة والعشرين غادروا ليبيا بسبب انتهاء مدة إقامتهم بموجب القانون الليبي. وأضافت أنه تم إبلاغهم بأن من يريد العودة عليه أن يقدّم طلب زيارة ويمكنه العودة إلى ليبيا. وقال بعض الصحافيين الذين غادروا ليبيا إن تأشيراتهم لا تزال سارية وقال آخرون إن تأشيراتهم انتهت لكن آخرين لهم الظروف نفسها لم يرغموا على المغادرة. ويعمل عشرات الصحافيين الأجانب من بينهم فريق ل «رويترز» في طرابلس منذ أواخر شباط (فبراير) بعد تفجر احتجاجات مناهضة لحكم معمر القذافي المستمر منذ أربعة عقود. ويباشر الصحافيون عملهم تحت قيود حكومية. ومن النادر أن يتمكنوا من مغادرة فندقهم دون مرافقين حكوميين. وطردت الحكومة الليبية الشهر الماضي مراسلاً ل «رويترز» دون إبداء أسباب.