احرزت المعارضة المسلحة الليبية تقدما سريعا في الغرب من فرض سيطرتها على سرت مسقط رأس القذافي وآخر مدينة قبل معقله طرابلس، والتي تبعد عنه ب435 كيلومترا حسب بي بي سي. وساهم الدعم الدولي الجوي بغطاء من الضربات الجوية التي دمرت العديد من آليات القذافي، في نجاح المعارضة في التقدم غربا. وكان الثوار في ليبيا أعلنوا انتصارهم على الكتائب الموالية للقذافي، واسترداد مدينتي أجدابيا ورأس لانوف النفطية، وذلك بعد ساعات قليلة من إعلان سيطرتهم على مدينة البريقة، مواصلين زحفهم غرباً نحو مدينة سرت، في أول انتصار لهم بعد أسبوع من فرض قوات التحالف الدولية الحظر الجوي على ليبيا وترددت أصداء المضادات الأرضية في العاصمة طرابلس بينما قال التلفزيون الليبي إن غارات التحالف الليبي استهدفت مناطق مدنية وعسكرية فيها. وكانت وكالة رويترز قد نقلت عن شهود عيان قولهم "ان قافلة تضم 20 مركبة عسكرية من بينها شاحنات تحمل مدافع مضادة للطائرات شوهدت يوم الأحد تغادر سرت وتتحرك غربا نحو طرابلس." كما شوهدت عشرات من السيارات المدنية محملة بالأمتعة و تقل أسرا تتحرك غربا على الطريق الساحلي من سرت نحو العاصمة الليبية. وذكر متحدث باسم المعارضة أن القتال مستمر للسيطرة على الطريق الرئيسي في المدينة، بينما ذكرت وكالة رويترز أن قوات القذافي تسيطر على جزء صغير غرب المدينة. في السياق سيتولى الناتو جوانب تنفيذ قرار الأممالمتحدة بشأن التدخل العسكري في ليبيا، حيث أعلن في بروكسل أنه سيتولى "فورا" قيادة كل العمليات العسكرية في ليبيا وتسلم القيادة من التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا. في الوقت الذي اتهمت فيه الحكومة الليبية "الناتو" بمحاولة "تركيع" ليبيا وتجويع شعبها تزامناً مع موافقة الحلف الأطلسي على تولي قيادة العمليات الدولية الرامية لشل القدرات العسكرية لكتائب الزعيم الليبي، معمر القذافي، وحماية المدنيين، في وقت توالت فيه الانتصارات الميدانية ل"الثوار بحسب موقع قناة سي ان ان العربية. واتهم المتحدث باسم الحكومة الليبية، موسى إبراهيم، "الناتو" بالسعي "لإضعاف عزيمة الليبيين ولا يحاول حماية المدنيين" . من جانبه قال وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس إن الوضع في ليبيا يهدد بزعزعة استقرار تونس ومصر وتعريض ثورتيهما إلى "الخطر". ونوه إلى أمس الأحد إلى أن الهدف العسكري للتدخل في ليبيا ليس الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي لأن "أي تغيير للنظام أمر معقد جدا" في تطبيقه. وقال غيتس ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون إن مقربين من القذافي بدأوا "بالانشقاق" اثر تدخل التحالف الدولي في ليبيا، في إشارة الى ان المعركة ستحسم بأسرع مما يتوقع.