ابيدجان - أ ف ب، رويترز – بعد ساعات على قصف قوات الأممالمتحدةوفرنسا مقر اقامة الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو في ابيدجان، ما ادى الى تدميره جزئياً، اعتقلت قوات الرئيس المعترف به دولياً الحسن وترة قرابة ظهر امس غباغبو، ونقلته مع زوجته سيمون وابنه ميشال الى معقل وترة في فندق «غولف». وتلا ذلك توجيه رئيس وزراء وترة، جيوم سورو، «نداءً اخيراً» الى كل القوات من اجل إعلان ولائها للرئيس المنتخب وتجنب الملاحقة. وفي واشنطن، صرحت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بأن «اعتقال غباغبو يوجه رسالة قوية الى كل الديكتاتوريات في المنطقة وخارجها تفيد بعدم امكان تجاهلها اصوات شعوبها التي تطالب بانتخابات حرة وعادلة». وأكد سفير ساحل العاج لدى الأممالمتحدة يوسف بامبا ان غباغبو «في صحة جيدة، وسيحال على القضاء لمحاكمته في جرائم ارتكبها». وزاد: «انتهى الكابوس بالنسبة الى سكان ساحل العاج». وفيما أعلن بامبا أن عملية اعتقال غباغبو «نفذت بسرعة وباحتراف على ايدي القوات العاجية فقط، نفت فرنسا مشاركة قواتها في اقتحام مقر اقامة غباغبو الذي رفض الاستسلام لخصمه وترة، بعدما زحفت قوات الأخير منذ اسبوعين من الشمال وسيطرت على كل مناطق البلاد، من اجل انهاء الأزمة الدامية التي اعقبت الانتخابات الرئاسية في 28 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وأسفرت عن مقتل المئات. لكن اعتقال غباغبو سبقه تنفيذ مروحيات قوة «ليكورن» الفرنسية، بالتعاون مع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، سلسلة ضربات ليل الاحد – الاثنين استهدفت «اسكات الأسلحة الثقيلة»، بينها آليات مدرعة، في محيط مقر اقامة غباغبو والقصر الرئاسي، ثم استأنفت مروحياتها اطلاق صواريخ صباحاً واجهها انصار الرئيس المنتهية ولايته لفترة بمضادات الطائرات، لكن من دون ان تصيبها. وكانت قوات غباغبو حققت في الأيام الأخيرة تقدماً على مقاتلي وترة في محيط المقر الرئاسي، ما دفع الرئيس المنتخب الى مطالبة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اول من امس، بالقضاء على الأسلحة الثقيلة التي يملكها خصمه تنفيذاً لقرار مجلس الأمن الرقم 1975 الصادر في 30 آذار (مارس) الماضي. وقال وترة في بيان إن «تواصل استخدام مسلحي غباغبو ومسلحيه ومرتزقته للأسلحة الثقيلة ضد السكان المدنيين والقنصليات ومقار السفراء وبعثة الأممالمتحدة وفندق غولف يعرض حياة السكان المدنيين للخطر، ويهدد تطلعاتهم المشروعة للسلام». وشدد البيان على ان هذه العملية «تهدف الى حماية السكان المدنيين بشكل دائم، وعودة الحياة الى طبيعتها في ابيدجان، واستئناف النشاطات على مجمل اراضي البلاد». وأشار البيان الى ان بان كي مون لبى طلب وترة «لأن استمرار استخدام الأسلحة الثقيلة ضد السكان والقوات الدولية، ومهاجمة المقر العام للحكومة الشرعية في فندق غولف، يحتم اللجوء الى كل الأساليب الضرورية لإسكاتها»، علماً ان اهوا دون ميلو الناطق باسم حكومة غباغبو نفى استهداف مقر وترة، معتبراً ان فرنسا «بحثت عن ذرائع لاستئناف الهجوم، ووجدتها في نهاية المطاف لتحقيق هدف قتل رئيس الدولة».