أبيدجان - أ ف ب، رويترز - تتزايد الضغوط الدولية التي يتعرض لها رئيس ساحل العاج الحالي لوران غباغبو لإجباره على التنحي لمصلحة منافسه الحسن وترة الذي اعترف له المجتمع الدولي بالفوز في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 28 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. فقد قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن على غباغبو أن يتنحى «قبل نهاية الاسبوع الجاري»، وإلا سيتعرض لعقوبات من جانب الاتحاد الاوروبي. واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن بقاء غباغبو في السلطة سيقود إلى «مهزلة ديموقراطية»، محذراً من مغبة شن أي هجمات على قوات الأممالمتحدة المنتشرة في ساحل العاج وعديدها حوالى 10 آلاف عنصر. ودعت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (سيدياو) غباغبو إلى نقل السلطة «على الفور» الى «الرئيس المنتخب» وترة. أما رئيس الحكومة الكينية رايلا أودينجا، فدعا الدول الأفريقية إلى إزاحة غباغبو عن سدة الرئاسة بالقوة إذا تطلّب الأمر ذلك. ويثير تمسك غباغبو بالسلطة مخاوف في ساحل العاج من احتمال تجدد الحرب الأهلية التي شهدتها البلاد أوائل العقد الحالي. وتصر الأممالمتحدة والبلدان الأفريقية والولايات المتحدة وغيرها من البلدان على أن الحسن وترة هو الفائز في الانتخابات. ويصر غباغبو على ان نتيجة الانتخابات زورت من جانب المتمردين الذين يسيطرون على شمال البلاد منذ الحرب الأهلية ( 2002 - 2003). وكان أنصار وترة هددوا بالخروج إلى الشوارع في تظاهرات احتجاجاً على تمسك غباغبو بالحكم، وذلك بعد يوم واحد من صدامات بأسلحة نارية شهدتها ابيدجان كبرى مدن البلاد خلفت 20 قتيلاً على الأقل. وقال ساركوزي أول من أمس «إن مصير غباغبو وزوجته في يديهما، فإذا لم يتركا المنصب الذي يتمسكان به خلافاً لرغبة الشعب العاجي بنهاية الأسبوع الجاري سيدرج اسماهما في قائمة العقوبات الخاصة بالاتحاد الاوروبي»، الذي هدد بدوره بفرض عقوبات على غباغبو، ودعا الجيش العاجي الى نقل ولائه من غباغبو إلى وترة. أما اودينجا، فقال إن على الاتحاد الأفريقي ان «يتصرف بحزم، وإجبار غباغبو على الرحيل حتى لو تطلب ذلك استخدام القوة المسلحة لأنه يعتمد على الجيش لقمع الشعب». وكان مبعوث الاتحاد الافريقي جان بينج وصل إلى ابيدجان الجمعة في محاولة للتوسط بين الجانبين المتخاصمين. وتُعدّ مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة خطة طوارئ تحسباً لنزوح اللاجئين من ساحل العاج، علماً أن أكثر من 4 آلاف شخص نزحوا من ساحل العاج إلى ليبيريا. ونقل عن مسؤول أميركي بارز قوله إن واشنطن منحت غباغبو مهلة لا تتعدى بضعة أيام للتنحي، وإلا فستفرض عليه عقوبات مالية وسيمنع من السفر. وأوضح أن لغباغبو وأسرته «منازل في بلدان عدة»، ولكنه قد يحرم من القدرة على استخدامها في حال فرض عقوبات عليه. وقتل 20 شخصاً على الأقل الخميس الماضي عندما حاول أنصار وترة التوجه في مسيرة الى مقر التلفزيون الحكومي واصطدموا بالقوات الموالية لغباغبو. ويقيم وترة في أحد فنادق ابيدجان منذ الجولة الثانية من الانتخابات التي تقول اللجنة المشرفة عليها إنه فاز بها بنسبة 54 في المئة مقابل 46 في المئة لغباغبو. وفي الوقت الذي تركزت فيه أعمال العنف التي شهدتها البلاد الخميس الماضي في أبيدجان، أشارت تقارير إلى أنها بدأت بالانتشار في مدن أخرى. ويبدو أن متمردين سابقين من «القوات الجديدة» التي يتزعمها غيوم سورو حاولوا اقتحام مواقع تابعة للجيش قرب مدينة تيبيسو الواقعة الى الجنوب من خط وقف إطلاق النار الذي نص عليه اتفاق 2003 لإنهاء الحرب الأهلية. وكان وترة رشح سورو لمنصب رئيس الوزراء في الحكومة التي ينوي تشكيلها في حال توليه الرئاسة. إلى ذلك، أكد ألن توسان الناطق باسم غباغبو أن ليست لدى الرئيس المنتهية ولايته نية للتخلي عن الرئاسة. وأوضح: «لن يذهب الرئيس غباغبو إلى أي مكان. لقد انتخب لخمس سنوات ولن يترك السلطة إلا في عام 2015»، مستنكراً دعوة الاتحاد الأوروبي الجيش للتمرد ودعم وترة. وزاد: «جيش ساحل العاج جمهوري وهو مخلص للمؤسسات في الجمهورية. دعوة الاتحاد الأوروبي غير مسؤولة ومخزية وتؤسس لحرب أهلية». واتهم توسان باريس وحلفاءها في الغرب بمحاولة تنصيب رجلهم في رئاسة ساحل العاج، وقال «فرنسا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تريد تنفيذ مؤامرة، انقلاب دستوري. ونحن نقول لا. لا يمكننا السماح لحكومات أجنبية بالتدخل في شؤوننا».