كابول، لندن - أ ف ب، يو بي آي - قتل عشرة اشخاص على الأقل بينهم خمسة اطفال ومسؤول نافذ مؤيد للحكومة الافغانية يدعى مالك محمد زارين وجرح سبعة آخرون، في تفجير نفذه انتحاري وسط تجمع لوجهاء قبائل في منطقة اسمر بولاية كونار (شرق). لكن حركة «طالبان» نفت تورطها في الاعتداء. وأوضح قائد الشرطة خليل الله ضيائي ان التفجير حصل لدى توجه زعماء قبليين إلى منازلهم، إثر انتهاء اجتماع عقد لحل خلاف على أرض في منطقة أسمر بكونار، الولاية الجبلية النائية المحاذية للحدود مع باكستان والتي تعتبر احد معاقل التمرد الذي يشنه عناصر «طالبان» وحلفاؤهم في تنظيم «القاعدة» ضد كابول والقوات الأجنبية. ولم يوضح ضيائي سبب وجود الاطفال الخمسة الذين تراوحت اعمارهم بين 5 و15 سنة في المكان المستهدف، لكن من المعتاد في افغانستان حضور شبان اجتماعات مماثلة لمساعدة الاعيان وغالبيتهم من الطاعنين في السن. جاء ذلك غداة اعتقال الاستخبارات الأفغانية «جلاد طالبان» الملا جمعة المكلف منذ عام 2009 قطع رؤوس السجناء «المحكوم عليهم بالاعدام» من قبل المتمردين في هلمند (جنوب) افغانستان. وأعلن الناطق باسم الادارة الوطنية للأمن لطف الله مشال ان الملا جمعة (30 سنة) قطع مع اثنين من زملائه في 21 آذار (مارس) الماضي رؤوس ثلاثة افغان اتهموا بأنهم حراس يؤمنون امن قوافل التحالف الدولي. وقال لدى عرضه على صحافيين صوراً للملا جمعة ظهر فيها بلحية طويلة سوداء: «تسيطر طالبان بالارهاب على الشعب في مناطق نفوذها، خصوصاً عبر الاغتيالات وقطع الرؤوس والجلد في الشارع». على صعيد آخر، حذّر وزير الخارجية البريطاني السابق ديفيد ميليباند من عواقب وخيمة في افغانستان، في حال عدم اعتماد مستوى جيد من التنسيق والجهود في التوصل إلى حل سياسي قبل الانحساب المزمع للقوات البريطانية وقوات التحالف من البلاد في نهاية العام 2014. وقال: «هناك اخطار من تحول الصراع في افغانستان إلى حرب منسية بسبب تحويل الغرب اهتمامه إلى الأحداث في ليبيا والشرق الأوسط». وشدد على أهمية اجراء محادثات مع «طالبان» وصولاً الى تقديم تنازلات لها من اجل جرها إلى طاولة المفاوضات، في محاولة لتأمين مستقبل افغانستان. ودعا إلى تكثيف النشاط الديبلوماسي والسياسي لدعم الجهود العسكرية في افغانستان، محذراً من أن الموعد النهائي لسحب قوات التحالف من افغانستان بنهاية العام 2014 «سيثبت انه وهم في حال عدم وجود نهاية للعبة عبر مفاوضات تشارك فيها قوى كبرى وتقودها الولاياتالمتحدة، وتشمل كل فصائل الصراع الافغاني ومؤيديها في المنطقة، لمنع تآكل نفوذنا وامكان انتشار التمرد في شكل يفوق قدرة القوات الاجنبية والافغانية». الى ذلك، قال الكولونيل الأميركي وليام كولدويل، قائد بعثة التدريب التابعة للولايات المتحدة والحلف الاطلسي (ناتو)، إن «القوات الأجنبية انجزت تدريب 222 عنصراً لمكافحة التجسس للمساعدة في استئصال المتسللين من الحركة الى الجيش والشرطة الافغانيين، مع تصاعد القلق من أعمال قتل يرتكبها افراد امن «مارقون». وأوضح ان البرنامج الذي بدأ الصيف الماضي يهدف الى تدريب حوالى 445 عنصراً بحلول نهاية السنة، مبدياً قلقه من اثارة التجنيد السريع للافراد في اجهزة الامن الافغانية مخاوف من تسلل «طالبان». وأشار الى ان تحدياً آخر يتمثل في ضمان ان تنعكس التركيبة العرقية في افغانستان داخل القوات المسلحة الافغانية التي يبلغ تضم حوالى 285 ألف عنصر، لكنه أبدى ثقته بامكان الوفاء بالمهلة المحددة لتسليم مهمات الأمن الى القوات الافغانية نهاية عام 2014.