لا يزال التعثر الذي تواجهه ولادة الحكومة اللبنانية الجديدة، محورَ المواقف السياسية الداخلية، ونبَّهَ وزيرُ العمل في حكومة تصريف الاعمال بطرس حرب امس، الذي يرافق البطريرك الماروني بشارة الراعي في زيارته الفاتيكان، الى أن «ما يجري في المنطقة لا يساعد كثيراً على تسهيل الامور في الداخل». وشدَّد حرب في حديث الى وكالة «الأنباء المركزية» على «ان الثوابت التي قام عليها لبنان لا يجوز التلاعب بها». ورأى «ان البلد لم يعد يتحمل تأخير تشكيل الحكومة، لكن المهم ان يقتنع الذين يعرقلون تأليفها بضرورة تسهيل عملية التشكيل، التي تعيقها شروط المراكز والحقائب». وأيّد حرب أن «يكون لرئيس الجمهورية رأيٌ في كل وزير في الحكومة، لأن من المفروض ان يوافق رئيس الجمهورية على أي اسم حتى يصبح وزيراً. والسؤال المطروح: كيف يركب رئيس الجمهورية مجلس وزراء يؤهله لإدارة شؤون البلاد ويلعب دوره؟»، لافتاً الى «ان رئيس الجمهورية يحاول وضع هذه الآلية ولا يفتش عن حصة يأخذها الى بيته، حتى لا يقع مجلس لوزراء في خلافات وينحرف عن مساره المطلوب، بما يتناقض وأحكامَ الدستور ووحدة لبنان». وأعربت الامانة العامة ل «منبر الوحدة الوطنية» برئاسة الرئيس السابق للحكومة سليم الحص في بيان، عن خشيتها في حال استمر التأخر في بت مسالة تأليف الحكومة الجديدة، من «ان يسود اقتناع بين الناس بأن وجود الحكومة غير ضروري، وان البلاد تستطيع ان تهنأ بسلام العيش من دون حكومة، وفي هذا منتهى الإضعاف لأي سلطة تأتي، فقوة الحكومة ترتبط الى حد بعيد برِهان المواطنين على قيامها بتحقيق اهداف وطنية معينة، وبمطالب حياتية حيوية، وتوثيق العلاقات مع الخارج وما الى ذلك، اما التمادي في تأخير التأليف، فيعني تفريطاً بهذه المهمات الحيوية». وأكدت الأمانة العامة أنه «اذا كانت مسبِّبات التأخير تعود الى مطالب أهل السياسة التي لا تتجاوز حدود إصرار هذا الفريق على الاستئثار بنصيب معين من مجموع الحقائب الوزارية، وسعي المستوزر الى الفوز بموقع محدد، وما الى ذلك، فإن هذا ينطوي على منتهى الإسفاف والتفريط في التعاطي مع المصلحة العامة». وجدد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع بعد لقائه وفداً من حزب «الاتحاد السرياني»، موقفَه بأنه «سواء تشكلت الحكومة العتيدة أو لا فالأمر سيان، باعتبار أنها لن تُبدل في الوضع القائم في لبنان، كما أنها لن تتشكل من أجل تعزيز الدولة اللبنانية بل لدعم فرقاء 8 آذار، الذين يُحبون تسمية أنفسهم ب «المقاومة»، في الوقت لم يلحظ أي قانون في المجلس النيابي تكليفهم هذه المهمة». والتقى جعجع رئيس حزب «الوطنيين الأحرار» النائب دوري شمعون، الذي قال عن تشكيل الحكومة: «لا أحد ينتظر عجائب». وقال لموقع «ناو ليبانون»، أنّ تأليف الحكومة «دونه صعوبات خارجية».