عرض رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» أمين الجميل أمس في بكفيا، مع وفد من حزب «الطاشناق» برئاسة الأمين العام للحزب هوفيك مخيتاريان يرافقه النائب اغوب بقرادونيان، «العلاقة التاريخية التي تجمع الحزبين وضرورة طي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة عبر قراءة مشتركة للأخطار التي تهدد لبنان، والعودة الى الثوابت التاريخية التي جمعت هذين الحزبين العريقين»، وفق بيان للكتائب. وعقد الطرفان اجتماع عمل حضره الوزير ايلي ماروني والنائبان سامي الجميل ونديم الجميل. وبعد اللقاء، أكد مخيتاريان ان «العلاقة بين الطاشناق والكتائب إيجابية، وإيجابياتها أكثر من السلبيات»، مشيراً الى «أننا مررنا بمرحلة صعبة على الجميع، ونعتبرها غيمة مرت، والمستقبل أمامنا، وهذا أول اجتماع لنضع أسس التعاون بين الحزبين في المستقبل». وأضاف: «تداولنا الوضع السياسي ووضع المناطق التي نحن موجودون فيها في المجتمع المسيحي، وجرى الاتفاق على تأليف لجنة مشتركة من الحزبين للتعاون ولدرس كل الأمور، بما فيه المسائل» وفي الشأن الحكومي، طالب بوزارة مع حقيبة. ووصف الجميل اللقاء بأنه «عائلي، ذكرنا خلاله المراحل المشرقة التي تميزت بها العلاقات». وأضاف: «لدينا قواسم وهواجس مشتركة، وسنحاول من خلال التعاون المشترك السعي الى إنقاذ الوطن وتعزيز صمود الشعب اللبناني في مواجهة اليأس والهجرة». وقال: «كان الاجتماع إيجابياً جداً، وطوينا الصفحة السلبية، وهمنا لبنان وشبابه وإعادة الثقة اليه». وحول الانفتاح على «التيار الوطني الحر» على غرار هذا الانفتاح، قال: «اتخذ حزب الكتائب منذ فترة قراراً بالانفتاح على القوى السياسية، لكن لا نريد أن يتحول هذا الحوار نوعاً من «بوس اللحى»، نريده مجدياً»، مؤكداً أن الاتصال بتيار «المردة» كان «جدياً، وهناك متابعة له، كذلك بالطاشناق وكل القوى الإسلامية». وعن الحكومة قال: «نخجل أن نقول إن مصير لبنان الذي يمر من خلال الحكومة يتوقف على توزير شخص. ما يهمنا هو أن تشكل الحكومة في إطار معين تحترم فيه الديموقراطية ونتيجة الانتخابات النيابية التي هي أساس النظام الديموقراطي، وتشكل حكومة قوية وقادرة على إنجاز السيادة الوطنية وبناء الدولة وبسط سلطتها»، مؤكداً أن «هناك رواسب وسلبيات تراكمت على مدى سنوات، وكذلك هناك محاولة للتوفيق بين نتائج الانتخابات، وضرورة تشكيل حكومة وفاق وطني، لذلك يتأخر تشكيل الحكومة». وأعرب رئيس الهيئة التنفيذية ل «القوات اللبنانية» سمير جعجع عن سروره ب «الإيجابية التي بدأ يتعاطى بها الفريق الآخر لجهة تشكيل الحكومة ولو كنا نتمنى ان تتجلّى هذه الايجابية منذ البداية وألا تنتظر أي تحركات او اشارات خارجية لأن لبنان بلدنا»، آملاً بأن «تستمر هذه الايجابية للتوصل الى ولادة حكومة لبنانية التي أصبحت وكأنها هدف بحد ذاتها في الوقت الذي من المفترض ان تكون عملاً روتينياً». وكشف جعجع في تصريح أمس ان «كل التشكيلات الحكومية المتداولة ستكون بالنسبة الى الفريق الآخر أقل مكسباً من التشكيلة التي قدمها الرئيس المكلّف في المرة الاولى، وهذا مؤشر واضح على قوة العنصر الخارجي وفاعليته في الشؤون اللبنانية الداخلية ولو بعد خمس سنوات من انتفاضة الأرز». وأعلن أن «الجميع في حالة تشاور دائم لتشكيل الحكومة في غرف مغلقة منعاً لتعطيل هذه الخطوة»، كاشفاً عن «اختراق ما في مكان ما ولو ان الامور لم تصل الى نهايتها السعيدة ففي حال استمر هذا الاختراق في هذا الاتجاه فيمكن ان يؤدي الى تشكيل الحكومة». وأوضح أن «القوات» لا ترفض توزير الراسبين لا سيما جبران باسيل، وقال: «شخصياً لا أتصرف على هذا النحو ولكن اذا اراد الجنرال عون التصرف هكذا فنحن لن نعرقل الحكومة على هذه الخلفية». وأكد ان «القوات لا تُصر على اي حقيبة معينة ولو ان النائب (وليد) جنبلاط أصر على الأشغال والعماد عون على الاتصالات باعتبار ان التشكيلة الحكومية لا تتم تبعاً لهذا الأسلوب»، لافتاً الى «ضرورة ان ندع الطباخَين (رئيس الجمهورية والرئيس المكلف) اعداد هذه الطبخة بعيداً من اصرار كل منا على ما يريده». ونفى جعجع انزعاجه من تقارب الحريري - عون، وعزا تمسك الرئيس فؤاد السنيورة والرئيس المكلّف بحقيبة المالية الى «باريس - 3 ومجموعة مشاريع اقتصادية – انمائية». ورأى جعجع أن «البيان الوزاري يحتاج الى الكثير من النقاش»، كاشفاً عن «وجود خلافات كبيرة في وجهات النظر حوله».