ايهما تفضل؟ ان نعود الى الوراء وننتخب أحد المرشحين المشتاقين لتولي منصب رئيس جمهورية مصر ونصنع منه فرعوناً نتغزل بحكمته وآرائه ونكتب فيه أشعاراً وأغاني؟ ام ننتخب برنامجاً ومؤسسة رئاسية لها قانون ودستور ولها رجال يعملون معاً قلباً واحداً خلف رئيس (شخص مختار من الشعب) لا ينطق بكلمة الا ويكون وراءها وخلفها دراسات دقيقة؟ كلمات تصنع حضارة ونهضة حقيقة لمصر. المؤسسة الرئاسية – وليست ديوان رئيس الجمهورية – مؤسسة تعمل ليلاً ونهاراً كخلية نحل لتضع كل الاحتمالات والاختيارات في كافة المشاكل الوطنية والقومية. الحرية كل الحرية لمن يريد ان يرشح نفسه رئيساً لمصر، ولكن ليست الحرية لمن أشتاق ويتمنى ان يجلس على كرسي الرئاسة ليصنع تاريخاً لنفسه واسمه. لقد مضى زمن المغامرات السياسية، فلا يليق ولا يصلح من يحمل أفكاراً قديمة بالية من القرن الماضي. أرجو ان تعيدوا قراءة تلك الكلمات... زمن البطل القومي والقائد الملهم والرئيس المؤمن والرئيس الحكيم.. وسيدة مصر الاولى راعية حركات السلام... وراعية الاطفال... وسيدة القراءة... وصاحبة مقولة كوب لبن لكل طفل، هذا الزمن مضى ولن يعود. مؤسسة الرئاسة المصرية يجب ان تكون نموذجاً منفرداً يُدرس وتتعلمه الشعوب، مثل ثورة 25 يناير. مضى زمن الصدفة وزمن آخر لحظة التي صنعت فرعوناً في القرن العشرين والواحد والعشرين. المؤسسة الرئاسية المصرية يرأسها رئيس مصر، هي التي سأعطي صوتي لها.