قُتل 31 شخصاً وجُرح حوالى مئة أمس، بعدما اقتحم مهاجمون في سيارتين رباعيّتَي الدفع سوقاً في إقليم شينغيانغ المضطرب شمال غربي البلاد، وألقوا متفجرات على المتسوّقين. وتوعد الرئيس الصيني شي جينبينغ بإنزال «عقاب شديد بالإرهابيين»، مؤكداً أنه «لن يوفر أي جهد للحفاظ على الاستقرار» في البلاد. وأضاف أن الشرطة «ستكثّف دورياتها عند الأهداف المحتملة للإرهاب». أما وزارة الأمن العام فاعتبرت الهجوم «حادثاً إرهابياً خطراً»، متعهدة تشديد حملتها على «غطرسة الإرهابيين». وأفادت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) بأن سيارتين رباعيتي الدفع اقتحمتا سوقاً في الهواء الطلق صباحاً في أورمتشي، عاصمة الإقليم، وألقى ركاباً فيهما متفجرات على المتسوّقين. ونقلت عن شاهد إن السيارتين صدمتا المتسوّقين، مشيراً إلى انفجار إحداها، وتفجير عبوة ناسفة. وأعلن مالك محلّ إنه سمع نحو 12 انفجاراً مدوياً في السوق، فيما نسبت وكالة «رويترز» إلى شاهد أن «الجوّ كان مثقلاً برائحة البارود وأصوات بكاء»، مضيفاً: «كان هناك كثير جداً من القتلى وكبار السن الذين كانوا في السوق صباحاً». ونُشرت على موقع «ويبو» المشابه لموقع «تويتر» في الصين، صوراً التُقِطت في موقع الهجوم، ظهرت فيها جثث ممددة وسط نيران في شارع، وجثث أخرى وُضعِت في شاحنة صغيرة وسحابة دخان تتصاعد خلف حاجز للشرطة. وكتب أحدهم على «ويبو: «وقعت انفجارات قوية. رأيت ألسنة لهب ودخاناً أسود كثيفاً وآليات تحترق وباعة يركضون في كل الاتجاهات تاركين بضائعهم». وأفادت «شينخوا» بمقتل 31 شخصاً وجرح 94. ووقع الاعتداء بعد أحكام بسجن 39 شخصاً أوقفوا في شينغيانغ، يُرجّح أن يكونوا من الأويغور المسلمين، لإدانتهم بنشر «أشرطة فيديو إرهابية». ويشهد الإقليم عنفاً متصاعداً منذ أكثر من سنة، تنسبها بكين إلى «إرهابيين» أويغور تتهمهم بأنهم انفصاليون وإسلاميون. وامتدت الهجمات، بسكاكين وقنابل، الى أماكن أخرى في البلاد، بينها بكين التي شهدت في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي اعتداء انتحارياً قرب ساحة تيان آن مين، حين اقتحم ثلاثة من الأويغور المدينة بسيارة رباعية الدفع. واتهمت بكين «انفصاليي» شينغيانغ بتنفيذ هجوم بسلاح أبيض في محطة قطارات في يونان جنوب غربي البلاد في آذار (مارس) الماضي، أوقع 29 قتيلاً و143 جريحاً. وقال ناطق باسم «مجلس الأويغور العالمي» إنه لا يعرف من ارتكب الهجوم، مستدركاً: «لاضطراب الوضع والسياسات القمعية بكين، علاقة مباشرة بالأمر». وحض الصين على «الامتناع عن استغلال الحادث ذريعة لتكثيف سياساتها القمعية، بدل تعديل سياساتها لتحسين الوضع المتدهور» في شينغيانغ.