أورمتشي (الصين)، جاكرتا - أ ف ب - قتل شخصان وجرح ثالث برصاص الشرطة في أورمتشي، عاصمة ولاية شينغيانغ شمال غربي الصين، والتي تشهد منذ الخامس من تموز (يوليو) اضطرابات أسفرت، بحسب حصيلة رسمية، عن سقوط 184 قتيلاً و1680 جريحاً بينهم 216 في حال الخطر. وأوضحت الشرطة أن رجالها فتحوا النار على أشخاص، يعتقد بأنهم من طائفة الاويغور المسلمة الناطقة بالتركية، «خالفوا القانون عبر حمل سكاكين وعصي لمطارة أويغوري آخر، ما جعل تدخلهم أمراً مشروعاً»، علماً أن الجهاز الأمني لم يوضح لماذا طارد الأويغور أحد أفراد إتنيتهم، فيما روى شهود من الأويغور بأن الرجال الثلاثة حاولوا مهاجمة الشرطة. وتصدت قوات الأمن أيضاً لحوالى 200 شخص في سوق كبير بالمدينة. وتحدث شهود عن سماعهم نحو عشر طلقات رصاص ثم انفجارات، قبل أن يروا أشخاصاً كثيرين يركضون في السوق التي أغلقت لاحقاً. وفي محاولة لتخفيف حدة التوترات في الإقليم ذات الغالبية المسلمة، أفادت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) بأن المسؤولين المحليين الذين «فشلوا في التعامل مع الاحتجاجات سيخضعون لمساءلة يمكن أن تؤدي إلى عقوبات تُراوح بين تقديم اعتذار علني والإيقاف عن العمل إلى إجبارهم على الاستقالة أو فصلهم". في المقابل، أعلنت السلطات أن التظاهرات التي نظمت أمام سفارات قنصليات الصين في أوروبا والولايات المتحدة، وشهدت إلقاء محتجين البيض والقنابل الحارقة والحجارة على منشآتها «تؤكد أن أحداث الشغب العرقية في أورمتشي منسقة». واتهمت أنصار انفصاليي «تركستان الشرقية» بالوقوف خلف هذه «الهجمات المنسقة» التي شملت أبرزها مدن أنقرة وأوسلو وميونيخ وهولندا، علماً أن أحداث الشغب المميتة التي اندلعت في لاسا، عاصمة إقليم التيبت، في آب (أغسطس) 2008 والتي تلتها اجراءات صينية صارمة في أنحاء الإقليم أثارت سلسلة من التظاهرات أمام مقار ديبلوماسية صينية في دول يقطنها عدد من سكان التيبت المنفيين. وشهدت العاصمة الأندونيسية جاكرتا أمس، تظاهرة أمام السفارة الصينية دعا فيها محتجون ينتمون إلى تحالف مجموعات إسلامية إلى «الجهاد» في سبيل مساعدة المسلمين شمال غربي الصين. وحملوا لافتات كتب عليها «أوقفوا إبادة المسلمين في شينغيانغ»و «الصين شيوعية وعنصرية وفاشية»، ما تسبب في اندلاع اشتباك لفترة قصيرة مع حراس أمن. وطالب هؤلاء الحكومة الأندونيسية بالتحرك عبر ممارسة ضغوط ديبلوماسية لوقف «الإبادة» في إقليم شينغيانغ الصيني، و «إذا لم تنجح الديبلوماسية يجب أن تقطع جاكرتا علاقاتها الديبلوماسية مع الصين وتقاطع منتجاتها». ويرى خبراء أن الاضطرابات الأخيرة في شينغيانغ والتيبت العام الماضي ترتبط بانتهاج الصين سياسة هيمنة تقضي بفرض ثقافتها على الأقليات، «ما أدى إلى قلب التوازنات الديموغرافية، حيث بات الهان الذين يشكلون غالبية في البلاد وأقلية في المنطقتين، يمثلون نسبة 75 في المئة من سكان أورمتشي و71 في المئة من سكان لاسا». وقال درو غلادني، الخبير الأميركي في شؤون شينغيانغ، أن «الصين اعتمدت السياسة الإتنية ذاتها منذ ستين سنة» مشيراً إلى أن «نموذج التنمية ذاته هذا لا ينجح في شينغيانغ والتيبت، حيث يبقى الإحساس بالهوية قوياً». وصرحت الخبيرة في شؤون التيبت كلود ليفنسون بأن «الأحداث في المنطقتين سلطت الضوء على مشاعر الحقد والخوف المهيمنة». وأشارت إلى «التقاعس النسبي ذاته لقوات حفظ النظام، والسيناريو نفسه للاعتقالات وعمليات الدهم، ولغة الازدراء ذاتها حيال الأقليات دفاعاً عن الصينيين الأصليين في وجه هجوم البرابرة».