هاجمت صحيفة «رودونغ سنمون»، الناطقة باسم الحزب الحاكم في كوريا الشمالية، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، معتبرة أنه «يستحق عقوبة الإعدام لإهانته الزعيم كيم جون اون». وكتبت في افتتاحيتها، تعليقاً على وصف ترامب، في خطاب ألقاه في سيول إحدى محطات جولته الآسيوية، كوريا الشمالية بأنها «ديكتاتورية قاسية»: «أسوأ جريمة لا يمكن مسامحته عليها هي انه تجرأ على المسّ بكرامة القيادة العليا في شكل مسيء». وأضافت: «يجب أن يعلم أنه مجرد مجرم بشع محكوم عليه بالإعدام من قبل الشعب الكوري، وسيدفع الثمن غالياً». ومنذ وصوله إلى البيت الأبيض شن ترامب هجمات شفوية ضد كيم جون اون. وبلغت الحرب الكلامية حد الإهانات الشخصية وتهديدات بضربات عسكرية. وفي ختام جولته الآسيوية في هانوي، جدد هجماته ضد الزعيم الكوري الشمالي إلى حد أنه انتقد شكله ووزنه. كذلك، وصفت الصحيفة ترامب بأنه «جبان» بسبب إلغائه زيارة إلى المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين، وهي محطة تقليدية للمسؤولين الأميركيين الذين يزورون كوريا الجنوبية، بحجة سوء الأحوال الجوية، وكتبت: «لم يكن السبب الطقس. كان خائفاً جداً من مواجهة نظرات قواتنا». على صعيد آخر، نشرت وسائل إعلام حكومية صوراً الزعيم كيم يفحص معدات في مصنع للجرارات، ويختبر قيادة إحدى المركبات ويضحك مع العمال في أحدث صور من مجموعات صور نشرت خلال الشهرين الماضيين وظهر فيها مبتسما لدى تفقده مزارع ومصانع أحذية ومستحضرات تجميل وشاحنات. ويندرج ذلك في إطار محاولة الإعلام تصوير كيم باعتباره «الزعيم الذي استبدل السلاح موقتاً بورش عمل»، من أجل حشد التأييد في الداخل عبر قطع وعود تتعلق بالتنمية الاقتصادية إلى جانب البرنامج النووي، وطمأنة المواطنين مع تشديد العقوبات الدولية. لكن لجنة حقوق الإنسان في الجمعية العامة للأمم المتحدة دانت «الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في كوريا الشمالية، وتنفيذ هذه الدولة تجارب نووية وباليستية، في وقت يعاني 18 مليون من مواطنيها، أي نحو 70 في المئة من السكان، من نقص حاد في الغذاء». وتبنّت اللجنة مشروع قرار صاغه الاتحاد الأوروبي واليابان يعبّر عن القلق الدولي من سجل بيونغيانغ في مجال حقوق الإنسان. وهو سيُحال إلى الجمعية العامة لمناقشته الشهر المقبل. ودان القرار «تحويل موارد كوريا الشمالية إلى الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية على حساب رفاهية شعبها، والانتهاكات الخطيرة والمتواصلة لحقوق الإنسان التي أدت إلى انتشار مجاعة شديدة». وأشار القرار إلى أن نحو ربع سكان البلاد يعانون من سوء تغذية مزمن، مبدياً «القلق البالغ من تنفيذ بيونغيانغ عمليات اعتقال تعسفي وخطف وتعذيب وإعدام مواطنين أجانب في أراضيها وخارجها». كما شدد على ضرورة أن تسمح بيونغيانغ بزيارات قنصلية للأجانب المعتقلين لديها، وبتواصل هؤلاء مع أسرهم، خصوصاً بعد وفاة الطالب الأميركي اوتو وارمبيير، بعدما وصل إلى الولاياتالمتحدة في حال غيبوبة في حزيران (يونيو) الماضي. وقالت مينا لينا ليند، نائبة السفير الاستوني التي قدّمت مشروع القرار نيابة عن الاتحاد الأوروبي: «انتهاكات حقوق الانسان في كوريا الشمالية يتم إغفالها دائماً بسبب احتلال الملف النووي والبالستي عناوين الأخبار». وأيضاً، أكد القرار القلق من تعليق العمل منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2015 بلقاءات كانت تحصل بين عائلات كورية فرقتها الحرب بين الكوريتين. في المقابل، أعلن سفير كوريا الشمالية في المنظمة الدولية جا سونغ نام أن بلاده «ترفض في شكل قاطع مشروع القرار، وتعتبر أن هدفه هو تقويض القيادة الكورية الشمالية». وانتقد جا بشدة تقديم الولاياتالمتحدة مشروعي قرار تبناهما مجلس الأمن أخيراً، مندداً بالإجراءات «الهمجية التي اعتبرها «انتهاكاً حقيراً لحقوق الإنسان وجريمة إبادة جماعية». ويزور سونغ تاو الذي يرأس إدارة الشؤون الخارجية في الحزب الشيوعي الصيني الحاكم بيونغيانغ الجمعة كمبعوث خاص للرئيس شي جين بينغ. لكن بكين لم تكشف إذا كان يعتزم مناقشة مسألة البرامج النووية والصاروخية لكوريا الشمالية، مكتفية بالقول إنه «سيطلع كوريا الشمالية على نتائج المؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي، وهو ما سبق أن فعله في فيتنام ولاوس».