أوردت وسائل إعلام كورية جنوبية، ان بيونغيانغ أعدمت رئيس أركان الجيش ري يونغ-جيل، في نبأ سيشكّل، اذا تبيّن أنه صحيح، أحدث حلقة في عمليات إعدام وتصفية واختفاء ميّزت عهد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون. وأفادت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء ووسائل إعلام أخرى بأن ري أُعدم مطلع الشهر، لاتهامه بتأسيس حزب سياسي وبالفساد. ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر مطلع على الشؤون الكورية الشمالية تأكيده الخبر. وشوهد ري غالباً برفقة كيم الثالث، خصوصاً خلال جولات تفقدية. لكن اسمه لم يرِد في التقارير الأخيرة للإعلام الرسمي عن اجتماع مهم لحزب العمال الشيوعي الحاكم، وكذلك عن احتفالات رافقت إطلاق بيونغيانغ الأحد الماضي صاروخاً بعيد المدى أعلنت أنه وضع قمراً اصطناعياً في المدار، لكن الولاياتالمتحدة وحلفاءها تعتبره اختباراً لصاروخ باليستي. ونسبت «يونهاب» الى مصدر قوله: «هذا الإعدام يوحي بأن سلطة كيم جونغ أون على الجيش القوي في بلاده، ما زالت غير مؤكدة. وهذا يُظهر أيضاً أن كيم يواصل حكمه القائم على الرعب». وتزايدت الشائعات عن إعدامات، منذ تولي كيم السلطة أواخر 2011. وتحدث جهاز الاستخبارات الكورية الجنوبية العام الماضي عن إعدام وزير الدفاع هيون يونغ-شول، علماً أنه لم يُشاهَد منذ الربيع الماضي. ونادراً ما يشير الإعلام الكوري الشمالي إلى قضايا فساد، مكتفياً بالحديث عن حالات فردية، مثل إعدام جانغ سونغ-تايك، عمّ كيم الذي كان يتمتع بنفوذ واسع. في غضون ذلك، جمّدت سيول العمل في مجمّع كايسونغ الصناعي الذي كان واحداً من آخر مشاريع التعاون المشترك بين الشمال والجنوب. وقال وزير التوحيد الكوري الجنوبي هونغ يونغ-بيو: «قررنا وقف كل العمليات في كايسونغ، لئلا تستخدم كوريا الشمالية استثماراتنا في المجمّع لتمويل تطورها النووي والباليستي». وأشار إلى أن سيول أبلغت بيونغيانغ قرارها، لافتاً إلى أن بلاده ستتخذ التدابير الضرورية لتأمين عودة مواطنيها من هناك، وهم 184 متعهداً. وأضاف أن المجمّع حقق للدولة الستالينية 110 ملايين دولار، في شكل رواتب ورسوم. وتابع: «نطلب من الجميع أن يتفهّموا قرارنا الذي كان محتوماً، نظراً إلى خطورة الوضع في شبه الجزيرة الكورية». لكن المنظمة التي تمثل الشركات الكورية الجنوبية في كايسونغ، أسِفت لأن سيول لم تمهلها حتى تستعد. وتحدثت عن «قرار أحادي ظالم سيؤذي أعمالنا». ويعمل في كايسونغ حوالى 55 ألف كوري شمالي، في 124 مؤسسة صناعية كورية جنوبية تنشط في الألبسة والأدوات الإلكترونية والمنتجات الكيماوية. وذكر هونغ أن الحكومة والشركات الكورية الجنوبية استثمرت في المجمّع خلال عقد أكثر من ألف بليون ون (742 مليون يورو)، علماً أن رواتب العاملين الكوريين الشماليين تُسدد إلى وكالة حكومية في بيونغيانغ. مجمّع كايسونغ الذي موّلته سيول، وترى فيه بيونغيانغ مصدراً أساسياً للعملات الصعبة، اعتُبر لدى تدشينه عام 2004 رمزاً «للمصالحة» بين الكوريتين. وبعد إطلاق بيونغيانغ الأحد الماضي صاروخاً باليستياً، أعلنت الحكومة اليابانية تشديد العقوبات على كوريا الشمالية، وتشمل منع سفنها من الرسو في المرافئ اليابانية، «بما فيها التي تنفذ مهمات إنسانية»، وكذلك سفن «بلدان أخرى» ذهبت إلى كوريا الشمالية. وأضافت أن العقوبات «توسّع لائحة الأشخاص والمنظمات الذين يجب تجميد أرصدتهم». وكانت واشنطن أعلنت أنها ستبدأ خلال أيام محادثات مع سيول لنصب منظومة «ثاد» المضادة للصواريخ في الأراضي الكورية الجنوبية، بعد إطلاق الصاروخ الشمالي. لكن وزارة الخارجية الروسية حذرت من أن الأمر قد يشعل «سباق تسلّح في شمال شرقي آسيا، ويفاقم تعقيد تسوية الأزمة النووية في شبه الجزيرة الكورية». وأضافت أن ذلك «يعزّز التأثير المدمر للمنظومة الدفاعية الأميركية المضادة للصواريخ، على الأمن الدولي والاستقرار».