وصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم (الأربعاء) إلى الصين، في محطة قد تكون الأكثر حساسية في جولته الآسيوية، سيسعى خلالها لتشكيل جبهة موحدة في وجه طموحات كوريا الشمالية النووية. ونزل الرئيس الأميركي برفقة زوجته ميلانيا من الطائرة التي حطت في مطار بكين آتية من سيول، في مستهل زيارة تستمر أقل من 48 ساعة للبلد الذي حمل عليه ترامب بشدة خلال الحملة الانتخابية قبل عام، متهماً إياه بسرقة ملايين الوظائف من الولاياتالمتحدة. ويتوقع أن يستقبل الرئيس الصيني شي جينبينغ نظيره الأميركي الذي أصبح يشيد به بشكل كبير، في وقت تسعى واشنطن إلى الحصول على دعم بكين لإقناع بيونغيانغ بالتخلي عن برنامجها النووي. وقال ترامب قبل ساعات من وصوله إلى بكين: «أنتظر بفارغ الصبر لقاء الرئيس شي الذي حقق للتو نصراً سياسياً عظيماً»، في إشارة إلى فوزه بولاية جديدة مدتها خمس سنوات على رأس الحزب الشيوعي الصيني، بالتالي للبلاد. وقبل مغادرته كوريا الجنوبية، وجه ترامب تحذيراً جديداً شديد اللهجة لزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، فيما دعاه إلى الخروج من عزلته. وقال ترامب من سيول مخاطباً القادة الكوريين الشماليين: «لا تقللوا من شأننا، لا تمتحنونا»، مضيفاً: «سندافع عن أمننا المشترك وعن ازدهارنا المشترك وعن حريتنا المقدسة». وفي صباح اليوم وجه ترامب تحذيراً شديداً إلى زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون خلال مخاطبته للبرلمان في خطاب أمام الجمعية الوطنية (البرلمان) في سيول في اختتام زيارة مدتها 24 ساعة إلى كوريا الجنوبية وقال إن الأسلحة النووية التي يطورها «لا تجعلك أكثر أمناً، إنما تضع نظامك في خطر جسيم». وأضاف: «لا تستخفوا بنا ولا تختبرونا». واتهم ترامب بيونغيانغ بانتهاكها لحقوق الانسان، مستخدماً أشد عباراته صرامة، داعياً دول العالم إلى عزل بيونغيانغ وحرمانها «من أي نوع من الدعم أو الامدادات أو القبول». ورسم صورة بائسة لكوريا الشمالية وقال إن الناس يعانون في «معسكرات اعتقال» وإن البعض يدفعون رشاوى للمسؤولين الحكوميين ليعملوا في الخارج بدلاً من العيش في ظل حكومة بلدهم. ولم يذكر أي أدلة على تلك الاتهامات. وواصل ترامب الهجوم في خطابه اليوم. لكنه وعد «بمسار إلى مستقبل أفضل كثيراً» لكوريا الشمالية إذا توقفت عن تطوير صواريخ باليستية ووافقت على «النزع الكامل والتام للسلاح النووي وبطريقة يمكن التحقق منها» وهو شيء تعهدت بيونغيانغ بألا تفعله أبداً. وقال للمشرعين الكوريين الجنوبيين: «لن نسمح بأن تكون مدن أميركية مهددة بالدمار. لن نخاف». وأضاف: «لن نسمح لأسوأ الفظائع في التاريخ بأن تتكرر هنا، على الأرض التي حاربنا ومتنا لتأمينها». وتابع: «لا يمكن للعالم أن يتغاضى عن خطر نظام مارق يهدده بالدمار النووي». وتحدث ترامب بينما كانت ثلاث حاملات طائرات أميركية ومجموعاتها القتالية في طريقها إلى غرب المحيط الهادي لإجراء تدريبات واستعراض نادر للقوة البحرية الأميركية في المنطقة. ووجه ترامب كلامه مباشرة إلى كيم، وقال: «الأسلحة التي تحصل عليها لا تجعلك أكثر أمناً، إنما تضع نظامك في خطر جسيم. كل خطوة تمشيها في هذا الطريق المظلم تزيد الأخاطر التي تواجهها». ولم يوضح أي نهج جديد لحمل كوريا الشمالية على التخلي عن برامجها للأسلحة. من جهتها، قالت وزارة الخارجية الصينية اليوم إن بكين تطبق قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في شأن كوريا الشمالية بشكل كامل ودقيق، وستحقق في ما إذا كانت هناك أنشطة تنتهك هذه القرارات. وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية هوا تشون ينغ في إفادة صحافية في بكين إن بلادها متمسكة بحل قضية كوريا الشمالية النووية من خلال الحوار. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف قوله، إن «روسيا لم تدعم أبدا فرض حظر كامل على كوريا الشمالية». وأضاف أن محاولات الولاياتالمتحدة لحل كل المشاكل من طريق فرض عقوبات «تثير القلق بشدة»، وأن أزمة كوريا الشمالية «سيجري مناقشتها خلال اجتماع الرئيس فلاديمير بوتين مع نظيره الأميركي». وأشار ريابكوف إلى أن موعد الاجتماع لم يتحدد بعد. وكان مسؤولون روس قالوا إن بوتين وترامب ربما يلتقيان خلال منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ في فيتنام هذا الأسبوع.