مرّت قبل أيام ذكرى رحيل النجم محمود عبدالعزيز، الممثل السينمائي الذي استحق بعد ذلك لقب النجم التلفزيوني من خلال أدوار في مواسم رمضان ليكون أحد ثلاثة تربعوا على عرش الدراما مع عادل أمام ويحيى الفخراني. محمود عبدالعزيز أحد أبرز وجوه «دراما النجم»، منذ لعب ببراعة لافتة دور رأفت الهجان، المسلسل الشهير الذي حقق مشاهدات كثيفة ولم يزل يشهد عروضاً جديدة حتى اليوم، وجدّد علاقته مع الجمهور العريض من خلال التلفزيون بما هو مشاهدة عائلية. حضر النجم الراحل بعضاً من التحولات الكبرى التي شهدتها الدراما التلفزيونية المصرية سواء في جنوحها نحو الموضوعات الواقعية بكل ما فيها من قسوة أو بما فرضته هذه الواقعة من تحول في اتجاه البطولة الجماعية وبالأدق المتعددة الأبطال والتي تنهض على أيدي عدد من الممثلين الشباب الذين أثروا الدراما بحضور مختلف يتكىء على وهج الأداء لتتحقق نجوميتهم على أساسه. يتعلق ما نقول بمفاضلة الموضوعات وتقاليد الإنتاج الدرامي أكثر من تعلقه بالأفراد، وبكلام أوضح نقول أن بطل «دراما النجم» محمود عبد العزيز كان لا بد أن يستجيب للتحولات، لو امتد به العمر. فهو جاء إلى السينما ومن بعدها الدراما التلفزيونية بموهبة ساطعة وضعته في طليعة نجوم التمثيل مع أحمد زكي ونور الشريف ومن جاورهم من نجوم الأجيال التي سبقتهم، وكلهم حققوا نجاحات كبرى جعلت لهم حضوراً يفرض اشتعال تنافس فني جميل بينهم أغنى الحياة الفنية. أعمال عبدالعزيز التلفزيونية شهدت تنوعاً في خياراته فلعب أدواراً متباعدة الملامح وتنتمي إلى أعمار مختلفة عكست اقتداراً و «لياقة» كبرى إذا جازت العبارة من خلال اختيارات حاول بها التكيف مع عمره كما مع نضج تجربته الفنية فحقق بذلك توازناً مكّنه من الحفاظ على جاذبية أدائه، وقدرته على اكتساب مزيد من النجاح في ساحة درامية تعج بالنجوم والممثلين الموهوبين الذين يمتلكون بدورهم تجارب فنية غنية ومميزة، خصوصاً في مواسم رمضان الدرامية التي تشهد عادة مثابرة المشاهدين على متابعة ما تعرضه القنوات الفضائية من مسلسلات جديدة. رحل محمود عبدالعزيز عن عالمنا قبل عام من اليوم وشكّل غيابه خسارة كبرى لفنان موهوب سيظل إرثه الإبداعي حاضراً ومتوهجاً.