يحيى الفخراني هو نجم دراما رمضان كلَّ سنة. هذا الممثّل، الذي يحرص على الحضور الدائم، هو ظاهرة تستحقُّ التحية، وبالذات لأنه «يَخرج» على المقاييس التي لا تزال فاعلة ومعمولاً بها في التلفزيون والسينما على السواء، فالدراما التلفزيونية والسينمائية كرَّست منذ بداياتها الأولى قاعدةَ النجم الشاب، الوسيم، والحيوي ليفوز دائماً بدور البطولة. وتبعاً لذلك، النجم الوسيم هو مركز العمل الدرامي وبؤرة حدثه وحكايته، لكنه بالنسبة ليحيى الفخراني ليس كذلك أبداً، فالفخراني جاء الى السينما المصرية، ومن بعدها الدراما التلفزيونية، بموهبته أولاً، بل وعاشراً، واستطاع باستمرار حصد النجاح والقبول اعتماداً على حسن اختياره أدواراً تجعله، بتكوينه الفيزيولوجي وسِنّه، بطلاً رئيساً ينهض بالرواية التلفزيونية ويحقق التألق. ليس الفخراني وحيداً هنا، ولا هو سابقة، فقد شاهدنا الكثير من ملامح هذه الظاهرة تتحقق على يدي النجم الراحل فريد شوقي، الذي طوّر في كل مرحلة من مراحل حياته نوعية الأدوار التي يختارها وظلَّ من خلالها بطلاً. على أن الراحل فريد شوقي حقق ذلك في الشاشة الفضية وليس الصغيرة، وتلك بالتأكيد مسألة مختلفة. يحيى الفخراني يفعل ذلك بمثابرة وحضور دائمين وحيويين في الشاشة الصغيرة، التي باتت منذ عقد ويزيد، مساحةً للتنافس الأشد بين نجوم التمثيل الذين جاؤوا من السينما بعد أن أغرتهم دراما رمضان. يحيى الفخراني نجم يحقق حضوره من خلال سطوع الشخصية التي يختارها، وهو يقدم كل سنة شخصية بالغة الخصوصية، تملك جاذبيتها وعوامل تشويقها من خلال دور لعبته في الحياة أكثر من انتمائها الى ملامح وسامة، فالأمر هنا يتعلق بالحدث الدرامي ولا يتعلق بأي شيء غيره. هي «لعبة» فنية نعتقد أنها تقف على النقيض تماماً من اللعبة القديمة، المتداولة وشديدة التقليدية، والتي تكاد تحصر أدوار البطولة في النجوم الشباب، بما يجعل الدراما كلَّها تدور حول ملامحهم ووسامتهم وليس حول الحكاية، بل لنقل إن تلك الوسامة بالذات كانت نقطة البدء لكتابة الدراما، وعلى نحو تضيق معه الحكايات، إن لم تتشابه أيضاً. لا أتحدث هنا عن مسلسل يحيى الفخراني الذي يعرض الآن، فذلك له مقام نقدي آخر، ولكن بالذات عن تلك الحيوية في الأداء التمثيلي، التي تتّكئ على العلاقة بين الموهبة وبين جدّية الرواية التلفزيونية، بما يحقق نجاح الدراما وتألقها.